الرياض - (وكالات): وقعت المملكة العربية السعودية والصين أمس، 14 اتفاقية ومذكرة تفاهم بينها مذكرة تفاهم من أجل التعاون لإقامة مفاعل نووي ذي حرارة عالية ومبرد بالغاز، بينما أكد خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، للرئيس الصيني شي جينبيغ السعي المشترك للاستقرار والسلم العالمي، مؤكداً أن التحديات خصوصاً الإرهاب تتطلب تكاتفاً دولياً. وقبيل توقيع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، قلد خادم الحرمين الشريفين الرئيس الصيني، شي جينبيغ، «قلادة الملك عبدالعزيز» وهي أعلى وسام في المملكة وتمنح لقادة ورؤساء الدول.
وأفادت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن خادم الحرمين الشريفين استقبل الرئيس الصيني أمس. وعرضت القناة السعودية الرسمية لقطات من اللقاء الذي تخللته مأدبة غداء تكريمية. وعقد الجانبان جلسة مباحثات، في وقت لاحق، تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، بالإضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. ونقلت وكالة انباء الصين الجديدة الرسمية «شينخوا» عن شي قوله «منذ نسج الروابط الدبلوماسية بين الصين والسعودية منذ 26 عاماً، تطورت علاقاتنا على قدم وساق، مع ثقة سياسية متبادلة تتعمق بشكل مستمر، ونتائج مثمرة في التعاون بمجالات مختلفة». وأضاف «أعتقد أن زيارتي ستكون رحلة ودية مع إنجازات مثمرة، وتؤدي بالتالي إلى رفع تعاوننا في مجالات مختلفة إلى مستوى جديد، ورفع التعاون الجماعي بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي».
وقال العاهل السعودي إن «المملكة والصين يسعيان معاً للاستقرار وتعزيز السلم والأمن في العالم، ونحن نقدر لفخامتكم جهودكم في هذا الإطار».
وسيشارك المسؤولان اليوم في افتتاح مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية في الرياض. كما يعلنان تدشين شركة «ينبع أرامكو سينوبك» «ياسرف» لتكرير النفط، وهي ثمرة تعاون بين شركة أرامكو النفطية السعودية و»سينوبك» الصينية للبتروكيميائيات.
وفي إشارة إلى أهمية الزيارة، خصصت صحف سعودية صفحات عدة وملاحق خاصة لها. كما رفعت الأعلام الصينية في شوارع الرياض. وبدأ الرئيس الصيني أمس من السعودية، جولة إقليمية تقوده إلى إيران ومصر، في خطوة هي الأولى من نوعها تهدف لتعزيز الحضور الاقتصادي للعملاق الآسيوي في الشرق الأوسط، بينما وصل رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف إلى العاصمة الإيرانية قادماً من الرياض، وذلك بهدف القيام بوساطة بين المملكة العربية السعودية وإيران، حسبما ذكرت تقارير. وتـأتي زيارة الرئيس الصيني للرياض في خضم أزمة دبلوماسية بين السعودية وايران منذ إعدام المملكة في 2 يناير الحالي، الإرهابي نمر النمر. واحتجت طهران على القرار، وأعلنت السعودية قطع علاقاتها الدبلوماسية معها، إثر تعرض سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد لهجمات من مثيري شغب رداً على إعدام النمر.
كما تأتي الزيارة بعد أقل من 3 أيام على إعلان الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي رفع عقوبات اقتصادية عن إيران، بموجب الاتفاق حول برنامجها النووي، والذي تم التوصل إليه مع الدول الكبرى في يوليو الماضي. وكانت الصين واحدة من الدول الست التي خاضت مفاوضات شاقة مع إيران حول الملف النووي.
ويرى محللون أن الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأحد أكبر مستهلكي الطاقة، تحاول تعزيز نفوذها في منطقة الشرق الأوسط على حساب الولايات المتحدة. من جهة أخرى، وصل رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف إلى العاصمة الإيرانية قادماً من الرياض، وذلك بهدف القيام بوساطة بين السعودية وإيران. والتقى شريف -الذي يرافقه قائد الجيش الباكستاني خلال الزيارة- الرئيس الإيراني حسن روحاني والأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني. وكان رئيس الوزراء الباكستاني قد التقى أمس الأول في الرياض العاهل السعودي.
وتأتي الزيارة بعد إعلان إسلام آباد مؤخراً أن شريف سيقود جهوداً لتهدئة التوتر بين السعودية وإيران.