ليس لدينا ما يمكن إضافته من جديد بمناسبة القمة الخليجية المنعقدة حالياً في المنامة، فكل القضايا والهموم طرحناها من قبل عبر سلسلة طويلة من المقالات خلال العام الحالي الذي أوشك على الانصراف لكن لا بأس من التأكيد عليها في هذا الوقت وفي هذه المرحلة الحساسة من تاريخ الخليج والمنطقة. في ذات الوقت ليس من اللائق من بعض الكتاب والمحللين ونحن نعيش أصعب الظروف والمراحل على الإطلاق في منطقتنا أن تتحرك بعض الأقلام للتلميع والتطبيل دون أدنى سبب يدعوها لذلك، من المهم أن نأمل خيراً في نتائج القمة لكن ليس بالصورة التي دأب عليها بعض الكتاب حين يمتدحون النتائج حتى قبل انعقاد القمة نفسها، فحقيقة الولاء للأوطان وللخليج خاصة هو أن تنهض هذه الأقلام لمعالجة أزماتنا وطرح كل القضايا المصيرية التي يواجهها الخليج بكل حزم وجرأة، فالوقت يداهمنا وليس هنالك من مجال للمجاملات والتلميع الساذج، بل علينا أن نتناول القضايا الخليجية بشكل واضح وطرح همومنا بشفافية دون اللجوء لأساليب المديح الذي لا يخدم المرحلة، فكمية التحديات التي وصلت إلى عواصمنا الخليجية هي التي يجب مناقشتها في هذه القمة الخليجية وطرح مجموعة من الرؤى والتصورات الجادة لإعادة الثقة التامة لمجلس التعاون الخليجي بعد الإرهاصات التي شهدتها المنطقة، لأننا نؤمن أن إعادة الثقة تحتاج إلى عمل جاد وصادق لتكون الحكومات والشعوب الخليجية على قدر من المسؤولية في مواجهة هذه التحديات التي باتت أكثر تعقيداً من أي وقت مضى.
لا بد أن تكون قمة مجلس التعاون المنعقدة في المنامة مختلفة هذه المرَّة عن بقية القمم الأخرى لطبيعة الظروف السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية الحساسة التي نعيشها، ولهذا قلنا قبل قليل ألا وقت ولا مجال للمجاملات وإنما لدينا القليل من الوقت للعمل المخلص، وهذا ما يعقد المهمة. نحن نكتب هذه الأسطر قبل انعقاد القمة بساعات بسيطة لكننا نأمل أن تكون نتائجها مغايرة ومختلفة، والأهم من كل ذلك يجب أن يكون للشعوب الخليجية صوت مسموع في هذه القمة لأنهم جزء من الحل إن لم يكونوا هم اللاعب الرئيس في عملية المستقبل، فكل الأنظار تتجه صوب المنامة لمعرفة آخر الأخبار والتطلعات والنتائج التي يجب أن ترتقي لمستوى الطموح الكبير، فشعوب المنطقة يتوقون لأخبار سارة تأتيهم من المنامة.
أزمات تعصف بكل العالم، هذا ما يجب أن نتفق عليه، ولأن الخليج هو البؤرة الأهم في أنظار الجميع لما يملكه من موقع استراتيجي في غاية الأهمية وما تملكه دولنا من ثروات طبيعية مميزة يكون من الطبيعي أن تسحب هذه المميزات كل الطامعين به والحالمين بثرواته وخيراته، وعليه يجب أن تكون القمة الخليجية حامية لكل الثروات والمكتسبات التي تحققت فيما بعد الاستقلال، والأهم أن ترتب القمة أولوياتنا نحو مستقبل عربي خليجي يعنى بشؤوننا وبقضايانا وهمومنا وتطلعاتنا بشكل مريح وسلس لمعالجتها ووضع الحلول لها، وهذا هو المؤمل.