بدأت ظاهرة التزكيات تهيمن على المشهد الانتخابي الرياضي سواء في الاتحادات أو الأندية، مما ينبئ بخطر يهدد مستقبل العمل التطوعي في مجالس إدارات هذه المنظمات الرياضية الأهلية!
باستثناء المنافسة الشرسة التي شهدتها انتخابات مجلس إدارة الاتحاد البحريني لكرة السلة، فإن بقية الاتحادات الرياضية المدرجة تحت تصنيف الانتخابات اكتفت بحسم مجالس إداراتها بالتزكية، بينما مازلنا ننتظر مصير انتخابات اتحادي كرة اليد وكرة القدم على أمل أن نشهد إقبالاً على الترشح لإدارة الاتحادين الكبيرين مثلما شاهدناه في اتحاد السلة، ولو أننا لم نستشعر حتى اللحظة بوادر إيجابية في هذا الاتجاه!
ظاهرة التزكيات واستمرار تكرار الوجوه الإدارية بما فيها الوجوه السلبية، يكشف لنا مدى العزوف عن الانخراط في العمل التطوعي الرياضي، ولو أن هذا العمل لم يعد تطوعياً بحتاً كما كان في الماضي بل أصبح الإداريون الرياضيون في هذا الزمان يتمتعون ببعض المزايا التي لم تكن متوفرة للرعيل الأول!
نتحدث كثيراً عن أهمية التغيير والتطوير وعندما تحين ساعة الصفر لا نجد إلا إعادة مكررة لسيناريوهات انتخابية سابقة أو نجد وجوهاً تريد الأندية التخلص منها فتدفع بها إلى قوائم الترشيح وهي تعلم أن أصحاب هذه الوجوه لن يلاقوا القبول، وحتى إن كتب لأحدهم النجاح فلن يستطيع أن يضيف شيئاً لأن فاقد الشيء لا يعطيه!
عندما تحاول البحث عن سبب عزوف الكفاءات الرياضية صاحبة الخبرة الميدانية والمؤهلات الأكاديمية وابتعادها عن المشهد الرياضي يأتيك الجواب بكل اختصار: «الأجواء والأوضاع التي يعيشها الوسط الرياضي لا تشجع على العمل!!».
هذا الجواب المختصر جداً يحمل بين ثناياه معاني كبيرة تستوجب أن نتوقف عندها من أجل أن نقيم وضعنا الإداري الحالي وأن نراجع آلية تشكيل مجالس إدارات الأندية والاتحادات الرياضية بحيث نضمن تواجداً إدارياً على درجة متقدمة مع العلم والمعرفة الممزوجين بالخبرة الميدانية إذا أردنا أن نترجم استراتيجياتنا الورقية إلى واقع ملموس تستثمر فيه الطاقات البشرية والموازنات المالية استثماراً مثالياً!