حديث وزير الخارجية البحريني خفض درجة التوقعات باحتمال إعلان الاتحاد اليوم، وكذلك فعل الوزير غانم البوعينين بتصحيح تصريح سابق له يشير لاحتمال قيام اتحاد ثنائي أو ثلاثي.
لن أزيد شيئاً حول أهمية وضرورة الكتلة الواحدة لمواجهة حجم التهديدات التي وصلت لعقر دارنا وإيران تتربص بنا وترامب يقول لنا ادفعوا ثمن حمايتكم، فما قيل طوال الـ37 عاماً كافٍ لبناء موسوعات لا كتاب ولا مقال يغنيها.
ولا نعلم إن كنا سنشهد اليوم «إعلاناً لاتحاد» من نوع ما كتوحيد العملة أو الاتحاد الجمركي أو أي تفعيل «لاتحاد اقتصادي»؟ حسب تصريح وزير الخارجية أن هذه القمة اقتصادية بامتياز، كما لا نعلم إن كان هناك إعلان لأي اتحاد سياسي من نوع ما، كونفدرالي أو فدرالي، كلي أو جزئي؟
ما نعلمه هو أن الاتحاد قائم فعلاً قبل القمة، وما نعلمه هو أن البحرين حين دعت إخوتها للمساعدة في مواجهة التدخل الإيراني وجدت تلبية خليجية على مستوى أمني عالٍ سريع لم يتردد في التو واللحظة.
وما نعلمه أنه حين دعت السعودية لتحالف عربي لمواجهة التمدد الإيراني على حدودها الجنوبية وجدت أشقاءها في التو واللحظة يبذلون الغالي والنفيس.
ما نحن على يقين منه دون إعلان باتحاد خليجي أن دماء بحرينية إماراتية سالت لحماية أمن البوابة الغربية للخليج وبقيادة سعودية، وكذلك سالت الدماء الإماراتية الطاهرة على أرض البحرين لحماية أمن البوابة الشرقية للخليج عملت تحت قيادة بحرينية لمواجهة خصم واحد هنا وهناك حرك عملاءه وخدمه في المنطقة خدمة لأجندته الفارسية المحضة، فوجد الرد الخليجي المناسب.
«بإعلان» بدون «إعلان» الاتحاد الأمني الرسمي والاتحاد العسكري مفعل وممارس ونعايشه يومياً والقيادات المركزية الخليجية الأمنية والعسكرية حقيقة واقعة وتخطت التدريبات إلى واقع العمل الحقيقي، تشهد بذلك الدماء الخليجية التي سالت على أرضنا الخليجية والتي كانت تعمل تحت إمرة قيادة خليجية موحدة، هذا هو ما يهم.
ما يهم هو أننا كشعوب خليجية نطمح بالمزيد ولم نعد نقبل بأقل من ذلك لأن مصائرنا ومصير أبنائنا وأحفادنا رهن بالمزيد وأن المستوى الذي وصلنا له رغم تقدمه إلا أنه لا يرقى إلى حجم التحديات التي نتصدى لها كشعوب.
نحن في اتحاد فعلي أرضيته موجودة ونحن نقف عليها إنما نطمح بالمزيد، الأرضية التي نقف عليها لم تصل إليها أي من الدول العربية أو الإقليمية، فالاتحاد قائم في السياسة الخارجية والأمنية والعسكرية وهذا هو الذي يهم، إنما نطمح بالمزيد.
في ظل هبوط أسعار النفط وفي ظل تركيبات سكانية مهددة لوجودنا وفي ظل وجود عملاء خونة يعيشون بين ظهرانينا وعلى أرضنا يحملون جنسيات أوطاننا، وفي ظل انحسار لأهمية التحالفات الأجنبية أمريكية كانت أو بريطانية، وفي ظل تكالب أممي علينا ونيران الحروب تشعل على حدودنا، نحن في خطر يهدد وجودنا إذاً كدول منفردة، لذا فإننا نطمح بالمزيد، وما نراه من تهيؤ واستعداد للأجهزة الأمنية والعسكرية على المستوى الخليجي وما نراه من العمل تحت قيادات خليجية موحدة أمنية وعسكرية أمر حاصل، وما نراه من توحد في سياسة خارجية قائم فعلياً بالعمل المشترك في الأروقة الدولية وفي ظل ما نراه من إلحاح شعبي فإن الأمر منتهٍ والاتحاد موجود فعلياً ولا ينقصه سوى الإعلان عنه والدفع نحو الاتحاد الاقتصادي المالي كي نصبح أكبر كتلة إقليمية موحدة.