كما توقعنا لم تصمد الشجاعة أربعاً وعشرين ساعة حتى تراجعت وانكفأت، وليت هناك وجوهاً ضاحكة كوجوه (الوتس آب) فاغرة الفاه و دموعها على وجنتيها من فرط ضحكها، كنا وضعناها مصاحبة للمقال، كي تبين لكم وضعنا ونحن نقرأ التصحيح (اليوم) لتصريح أمس.
فما بين تصريح صدر الأحد من أحد (القادة) الذين وقفوا في الدوار ورفعوا شعار «الحكومة المنتخبة» يعترف فيه في لحظة تجلي بأن هذا الشعار لا يصلح للبحرين وأنه غير واقعي ولا يناسبنا، وبين إنكاره لم تمر 24 ساعة، حتى صدر تصريح جديد أمس الإثنين بأن ما نقل كان غير دقيق!! مع أنه دقيق و نص وثلاثة أرباع.
وما بين إعلان بامتلاك الشجاعة للإقرار بالخطأ الصادر يوم الأحد وبين التراجع عن الشجاعة والإقرار بالجبن 24 ساعه في بيان صدر في اليوم الثاني أي أمس، يتراجع فيه عن أقواله ويقول «بأنهم متمسكون بالمطالب التي وردت في 2011» أين الشجاعة إذاً؟ لم تصمد حتى 24 ساعة؟ هههههه على الأقل دافعوا عن رأيكم الشخصي وبأنه لا يمثل أحداً، إنما رجل للأمام ورجل للخلف، خطوة للأمام وخطوتان للخلف، تردد وخوف واستلاب في القرار؟ أهذا شأن قيادات تصر على أن تظل هي المتصدرة وتتمسك بموقعها بأنها تمثل مستقبل البحرين السياسي؟.
أتلك قيادات سياسية لمستقبل بلد كالبحرين يسمح بحرية تأسيس الأحزاب السياسية ويسمح لها بتشكيل قائمة مرشحيها والنزول للانتخابات؟ أبعد مرور 18 عاماً على عودة الحياة النيابية، وبعد تلك الإخفاقات وتلك الخسائر التي تسببت بها الوجوه التقليدية مازالت نفس الوجوه تصر على أن تكون لها الكلمة نيابة عن المجتمع؟!
بلد به مساحة الحرية الكبيرة، وبه نسبة الشباب تتجاوز 60% يتصدر لقيادته من يتحدث عن وثيقة وعن تصالح وعن أزمات وعن حلول وعن ...، وخلف كل من يتصدرون الواجهة السياسية لا يقف سوى أفراد عائلته وربما عشرة أنفار زيادة عليهم!
هذا بلد يجب أن يتنحى فيه جيل الصراعات والثورات ويفسح المجال لأبناء الدستور وأبناء الدولة و أبناء الحوكمات ليقودوا حراكاً سياسياً شرساً معارضاً نعم إنما للحكومة لا للنظام.
هذا بلد الشباب فيه تجاوزكم بلغته بأسلوبه بآلياته، والظروف الإقليمية تتجاوز أوهامكم فما يجري للمنطقة عاصفة هوجاء لم تبقِ ولم تذر وظهر الحشد الشعبي وظهر داعش وانقلبت الدنيا على العلاقات الأمريكية الخليجية وإيران أعلنت الحرب علينا شاهراً ظاهراً، وحزب الله والحوثيون يمولون بسلاح إيراني لضرب دول عربية، ودول سقطت وفوضى عمت ودول اختفت ودول صمدت، والبحرين مشغولة بتخطي العقبات الاقتصادية وبالانتخابات القادمة 2018 وبتحدي التهديدات وبالصمود والاستمرار وتمضي قدماً وتعيد تموضعها الدولي وتحظى بالتقدير وووو
و أنتم ما زلتم تعتقدون أن الشمس تدور حول فلككم؟ عن أي وثيقة تتحدثون؟ من درى عن هذه الوثيقة؟ عن أي تيار تقدمي أو تيار ديقراطي تتكلمون؟ هل بقي أصلاً (تيار) إنكم (ساب) ماء وناشف أيضاً.
اعذروا قسوتنا عليكم فهي ليست شخصية إنما هي موجهة لفكر عقيم منتهي الصلاحية، ليس بقرار منا أنهينا صلاحيته أو رأي منا، إنما هذا واقع، وتستطيعون أن تتناولوا ما شئتم من أبر التخدير لتنكروه وتستطيعوا أن تصفوا عدداً لا يحصى من الشماعات التي تعلقون عليها أسباب فشلكم، فذلك لن يغير من الواقع شيئاً.
الخلاصة ما عدتم تملكون الشجاعة للتعبير عن رأيكم، و ما عاد لكم رأي أصلاً فالرأي لا يتغير في أربع وعشرين ساعة، وما عاد لكم قرار و لعمري أي قيادة شعبية هذه التي لا تملك رأياً ولا تملك قراراً ولا تملك شجاعة؟
لا فرق إن كان الشارع هو من يغير رأيكم، أو كانت جهة أجنبية تفرض عليكم قراركم، في النهاية من يتصدر للقيادة وهو قابل أن لايكون له رأي و لا يكون له القرار، فهو قائد قابل أن يكون قفازاً تحركه اليد التي تلبسه، وأنت وحظك!!