هذه هي البحرين، بلد الأمان ووطن الكرام ومهد السلام.
كلمات تجدونها في السلام الأميري الذي عايشناه وحفظناه منذ نعومة أناملنا، ومن ثم السلام الملكي من بعد تحولها لمملكة دستورية.
السلام، من أقوى الشعارات التي تدافع عنها مملكة البحرين في كل المحافل، هو بالنسبة لها ملف ذو أولوية قصوى في الداخل، وقضية عادلة مهمة تجاهد من أجلها في الخارج.
حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله «رجل السلام» دائماً ما يؤكد على المضامين السامية النابعة من هذا المفهوم، اتجاهاته القوية دائماً داعمة للسلام، وداعية لتعايش الشعوب، وحريصة على تعزيز هذه الثقافة بين شعبه، ونقل التجربة البحرينية للخارج، في رسالة للعالم بأن الحياة بلا سلام، هي أصلاً ليست حياة.
صاحب السمو رئيس الوزراء حفظه الله أكد بقوة على توجه بلادنا «بحرين السلام» في كلمته الموجهة أمس للعالم بمناسبة يوم الأمم المتحدة، لافتاً الانتباه لكثير من الأمور التي يرزح تحت وطأتها العالم اليوم، في زمن بات «السلام» في بعض المناطق حلماً صعب التحقق.
يأتي كلام الأمير خليفة بعد يوم من منحه جائزة السلام، وهي جائزة تأتي لتضاف إلى كم الجوائز العديدة التي استحقها صاحب السمو الملكي على مجهوداته وإنجازاته وعطائه طوال العقود الماضية، جاءت من منظمات دولية على رأسها الأمم المتحدة، ودول كبرى عريقة، كلها رأت كيف كان تطور البحرين ونهوضها في مجال التنمية البشرية والحضرية، وكيف هو دورها كبلد يدعو للسلام ويعزز لدى شعبه مبادئ احترام الأديان واحترام حقوق الإنسان.
مهم ما قاله الأمير خليفة، وخص به الأمم المتحدة وكيف أن عليها مسؤولية كبيرة اليوم في شأن ملفات السلام في الدول وبين الشعوب، وأن المقلق اليوم هو التراجع الملحوظ في دور المؤسسة الأممية، وهو تراجع خطر، من شأنه دفع بعض الأطراف للتمادي في عمليات الإضرار بالدول والشعوب، باعتبار أن دور «الضامن» لإرساء دعائم السلام ليس بالقوة المطلوبة.
اليوم العالم يحتاج لتطبيق هذه المفاهيم عملياً على الأرض، فكم من مكان لدينا يرزح تحت دائرة الحروب، وكم من بقعة تعاني من الصراعات العرقية والإثنية، وكم من البشر أزهقت أرواحهم وماتوا جراء ذلك، وكم من عمليات هجرة قذفت بالبشر مضطرين بعيداً عن دولهم، وكان لها تأثير أيضاً على الدول التي احتوتهم؟!
البحرين موقفها ثابت من الجهود الدولية الرامية لدعم «السلام العالمي»، موقف يتمثل بالأفعال وليس الكلام فقط كما تفعل بعض الدول الكبرى، والتي تدعي أنها المدافعة الأولى عن حقوق الإنسان، وأنها الساعية للسلام، لكنها بأفعالها تبين العكس، ويتضح لعبها دوراً مزدوجاً في العملية، بل انتهاج أساليب من شأنها بدء التوترات، ودعم عمليات الفوضى، وتقوية شوكة الإرهابيين والراديكاليين.
البحرين لم تكن يوماً دولة معادية لأحد، هي دولة محبة وسلام، هذا الكلام نسمعه دائماً على لسان ملكنا العزيز، بل ونرى تطبيقاته بأفعال ومبادرات تضطلع بها البحرين، وتحرص عليها حكومتها، وما الجوائز والأوسمة والتقديرات العالمية التي حظيت بها الحكومة ورئيسها الأمير خليفة إلا إثبات على النهج البحريني الأصيل في دعم السلام.
لا تنمية بدون سلام، ولا بناء دون أمن، هذه رسالة البحرين على لسان رئيس وزرائها.
يبقى الأمل أن تصحح الأمم المتحدة مساراتها في بعض الملفات، خاصة بعد تغيير الأمين العام ومجيء شخص آخر، فما كنا نراه ونلمسه في السابق هي عمليات «القلق» التي لا تنتهي، والتي هي أصلاً لا تحرك ساكناً، فالعالم يحتاج لأفعال ومبادرات قوية وحقيقية، تحفظ حق الشعوب، وتمنع القوى الكبرى من التلاعب في مقدرات الأمن والسلام في الدول التي تضعها هدفاً على أجندتها.
من أجل عالم يسوده السلام، لا بد من رجال للسلام، ولا بد من دول شعارها الأول «السلام»، مثل بحريننا الغالية التي ندعو الله أن يحفظها ويجعلها دائماً واحة للسلام.