«استشهدت شابة فلسطينية ظهر الأربعاء الماضي، بنيران أطلقها عليها جنود الاحتلال الإسرائيلي بادعاء أنها حاولت تنفيذ عملية طعن ضد أحد الجنود. وقالت مصادر محلية إن الشهيدة تدعى رحيق شجيع بيراوي «23 عاماً» من عصيرة الشمالية غرب نابلس. وأقدم جنود الاحتلال على قتل الشابة الفلسطينية عند مفترق زعترة الواقع جنوب بلدة حوارة، جنوب مدينة نابلس، وبالقرب من مستوطنة تبواح. وأغلقت قوات الاحتلال الحاجز في أعقاب جريمة جنوده ومنعت مرور المركبات، في حين وصلت إلى المكان تعزيزات عسكرية كبيرة». بهذا الخبر المعتاد تطالعنا وكالات الأنباء العالمية عن قيمة الإنسان الفلسطيني حين تساق الحجج الواهية لاغتياله وتصفيته بحجة الاعتداء والطعن، ولأن الجانب الإسرائيلي يأمن الحملة الشرسة وحتى اللينة من الجانب الدولي والعربي فإنه لن يتردد أبداً في تصفية الشباب الفلسطيني وإهدار دمه بدم بارد في كل يوم تحت حجج لا يمكن أن تسجلها كاميرات العدو.
أصبحت موضة القتل الإسرائيلي بغية القضاء على الوهج الفلسطيني للشباب اليافع في القدس وغيرها من مناطق النفوذ العسكري الصهيوني هي عنوان المرحلة، ومن باب إسكات الصوت المعارض لتل أبيب الذي يشاكس وجودها وقراراتها ضد الفلسطينيين في كل يوم قررت إسرائيل أن تصفي الوجود الفلسطيني على مرأى ومسمع من العالم، فحين تأمن الصهيونية عقوبة المجتمع الدولي فإنها حتماً ستسيء الأدب، مع يقيننا التام أنها لا تملك ذرة من الأدب، لأنها وكما نعتقد جازمين ستبقى منظمة إرهابية تقوم على الأنانية والبطش والإرهاب.
ما يشجع الصهاينة على اغتيال الشباب الفلسطيني هو انشغال العرب والمجتمع الدولي بإرهاصات «الأوسط»، فحين تشتد أزماتنا العالمية والإقليمية ستتوجه أنظارنا نحوها بعيداً عن فلسطين، فننشغل بالحريق الذي نعتقد أنه وصل إلى ديارنا عن الحريق الذي شب قبل نحو 68 عاماً في أعز العواصم العربية، وهو الحريق الذي لم نلتفت إليه لا في حالات الشدة ولا في وقت الرخاء. فالقضية الفلسطينية التي أهملها العرب في أوقات الراحة لن يعيروها أدنى اهتمام في وقت تشتعل فيها المنطقة، ولهذا سيكون دم الفلسطينية الذي أريق ظلماً يوم الأربعاء الماضي لن يشكل أي قيمة مضافة في حسابات العرب في معركتهم الوهمية مع إسرائيل، كما لو أن هذه الدولة اللقيطة قامت بأكبر من هذا الجرم فإنها متيقنة أن العرب كما هو سالف عهدهم معها لن يحركوا ساكناً ولو ببيان باردٍ يمكن أن يحفظ ماء وجههم في معركتهم المشروعة ضد العدو، فنحن في زمن الخذلان العربي ولا شيء غيره.