قبل أن أخوض في مضامين الكلمة القوية لوزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله لابد من توجيه الشكر له لأنه ذكرنا بشهداء الواجب من رجال الأمن الأبطال البواسل.
تذكروا دائماً أيها المخلصون أن هناك رجالاً ضحوا بأنفسهم لأجل هذا الوطن، كانوا درعاً واقياً مدافعاً عن وطننا وعنا، استهدفتهم أيادي الإرهاب الآثمة، وقبلها استهدفتهم دعوات التحريض العميلة الكارهة.
هؤلاء الرجال البواسل لن ننساهم، ويجب أن نذكر أجيالنا القادمة دوماً بهم، وليتنا نرى يوماً أسماءهم وصورهم وقصص بطولاتهم تخلد في متحف يحمل اسم «شهداء الواجب».
الأمن في البحرين هو الركيزة الأولى قبل أي شيء، هذا ما أكد عليه وزير الداخلية، عارضاً على الجموع التي حضرت اللقاء الخميس الماضي الأرقام والإحصائيات التي تبين حجم التقدم الكبير في عملية استعادة الأمن التي تمت بصورة مطردة منذ محاولة الانقلاب إلى يومنا هذا.
جهود وزارة الداخلية المبذولة واضحة، وهي جهود تستدعي منا دعمها كمواطنين وفعاليات مجتمعية، وألا ننسى الوضع في السابق، وما أصبح عليه اليوم، دون أن يعكر صفو تفكيرنا محاولات «مراهقة» لشباب مازالت جمل «الدجل» التي أصدرها المحرضون الذين «خرس» صوتهم أمام القانون، فبات ظنهم للبطولة ينحصر في بضعة إطارات يحرقونها في ثوان ليسدوا شارعاً هنا أو هناك، ثم يهرعون للهرب بأسلوب قطاع الطرق واللصوص.
اليوم القوانين تسود، والأمن لا استهتار فيه، ومن يريد التطاول على القانون فسيردعه القانون، ولكم في المحرضين الذين ظنوا أنهم بمنأى عن القانون مثال صريح، هم اليوم يحاكمون بالقانون، من تحدى الدولة بالسلاح هاهو في موقعه الطبيعي ينفذ حكماً عليه باعتباره عدواً للدولة، وهو حكم مخفف مقارنة بما تطبقه الدول بحق من يقود انقلاباً ويهدد النظام بالسلاح. ومن وقف ليحرض ويصرخ ويدعو لسحق وقتل رجال الشرطة، هاهو اليوم مختبئ في موقعه، لا يجرؤ على الخروج، ولا يجرؤ على الذهاب لحضور محاكماته! أين بالتالي بطولة المناضلين التي يدعونها؟!
مؤشرات النمو وعودة تحرك الاقتصاد في البحرين بدأت تظهر بقوة، وهي مسألة مرتبطة بالأمن ولا شيء آخر. فالمجتمع الآمن هو الذي يأمن فيه الجميع على ممارساتهم التجارية واستثماراتهم، وتنتعش فيه السياحة من جديد، وتتزايد فيه الفعاليات المختلفة.
اليوم البحرين عادت لـ «تتنفس» من جديد وبكل قوة، وفي المقابل أصبح من أراد منعها من التنفس هو «المخنوق» بخيانته.
وعلى ذكر الخيانة التي اتضحت بقوة في انقلاب 2011، نقول إن وزير الداخلية عبر عن كل بحريني مخلص وطني شريف لهذه الأرض، حين قال إن من كانت له أياد في «انقلاب العار» لن يكون له مستقبل سياسي في البلد. وهذا أمر لازم وحتمي، إذ بأي وجه يأتينا من أراد سرقة بلادنا، من أراد تسليمها لإيران الذي يواليها بعمالته وخيانته، بأي وجه تأتينا اليوم لتقول «أنا شريك لكم» في العمل والبناء والتنمية؟!
الكاذبون والحاقدون كنا نعرفهم في السابق، وحين دقت ساعة الانقلاب، عرفناهم أكثر، وتكشفت وجوههم أكثر ووجوه آخرين معهم، وبفضل الله ووقوف أبناء البحرين انقلبوا خائبين.
لكن أن يأتينا اليوم «مهرطق» و»متلون» و»كذاب» ليقول إنه حمامة سلام ومن دعاة التعايش، وهو في الأصل أحد الواقفين في دوار الانقلاب، الصارخين ضد البحرين وقيادتها وشعبها، هاتفاً في محاولة لاستصراخ هتاف الجماهير بأن رموز الانقلاب والعمالة كلهم على رأسه، مثل هذا الأفاق لا مستقبل له معنا، فشعب البحرين المخلص لا ينسى خيانة العميل الحاقد، ومهما تلون فإن هذا الشعب الذي لا يقبل الإساءة لبلاده وقيادته له بالمرصاد.
ما قدمه وزير الداخلية في كلمته هي «خارطة طريق أمنية» متجددة، يقف وراءها رجال راشدون مخلصون، ينفذها وطنيون همهم الأول أمن الوطن وأهله.
الرسائل التي وجهت واضحة لمن يعنيه الأمر، لمن عليهم مسؤولية تجاه بلادهم بالإسهام في دعم جهود الأمن، وبالتوازي مع الرسائل الموجهة لمن مازال يعمل و»هوس» الانقلاب في رأسه، بأن مصيركم الفشل المحتوم، فالأمن هو سيد الموقف، والبحرين هي صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة.