تبين حجم ووزن ومكانة إيران في المجتمع الدولي أثناء إلقاء رئيسها حسن روحاني كلمته في الاجتماع الـ71 للجمعية العامة للأمم المتحدة وذلك عندما اكتشف أن القاعة خالية إلا من أعضاء الوفد الإيراني وعدد قليل من الحاضرين وأنه بدا وكأنه يتحدث لنفسه. هذا ما أكدته الصور التي تم تداولها في كل العالم والتي أظهرت القاعة وهي ممتلئة بالكراسي الفارغة حيث انسحب أكثر الموجودين بمجرد الإعلان عن إلقائه لكلمته.
هذا يعني أن إيران دولة منبوذة بسبب سوء سلوكها وتناقضاتها ودعمها للإرهاب في العديد من البلدان واحتلالها لأجزاء عديدة من الوطن العربي من بينها الجزر الإماراتية الثلاث التي ترفض حتى الحديث عنها مع الإمارات وترفض التحكيم ولا تحسبها من الأراضي المغصوبة.
طبعاً ليست المرة الأولى التي تخلو فيها قاعة الأمم المتحدة من الجمهور أثناء إلقاء إيران لكلمتها ولكنها المرة الأولى التي يتوفر فيها هذا العدد الكبير من الكراسي الفارغة، وهذا يعني أن دول العالم التي تكتشف حقيقة إيران وصارت تتخذ منها موقفاً في ازدياد.
طبعاً الإعلام الإيراني لم ينشر أو يبث أي صورة تظهر وضع القاعة أثناء إلقاء روحاني كلمته واكتفى بنشر صور له وهو يلقي الكلمة التي أكد فيها المواقف المتطرفة لهذه الدولة التي استهوت التطرف حتى صارت لا تطيق العيش من دونه.
إيران تمكنت من الضحك على الكثير من الذقون لكن الكثيرين بدؤوا يفيقون بعدما لمسوا بكل حواسهم التناقضات التي تعيشها ومواقفها المتطرفة وإصرارها على التدخل في شؤون الدول الأخرى. اليوم صار العالم يعرف ماهية هذه الدولة التي لاتزال أسيرة أحلامها الفارغة ولاتزال دون القدرة على استيعاب أنه من غير الممكن أن يصدقها العالم وهو يراها تكذب وتسيء إلى جيرانها وتتدخل في شؤونهم وتعتبر نفسها السيد.
بيان حال إيران جاء في كلمة المملكة التي ألقاها وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة حيث أكد خطابها الطائفي غير المسؤول وكيف أنها تعنى بالإساءة والإضرار بالعلاقات الثنائية والجماعية مع الآخرين، وشرح كيف أن دول الخليج العربية والدول العربية لم تدخر جهداً مع إيران لبناء أفضل العلاقات ومد الجسور معها لكن مساعيها وجهودها ورغبتها الصادقة لم تلقَ التجاوب الجدي من إيران، حيث تصل في كل مرة إلى طريق مسدود أو تنتهي باختلاق إيران لمشاكل وأزمات جديدة تعيد الجميع إلى المربع الأول.
الحقيقة التي ينبغي أن تدركها إيران هي أن أحداً لن يقبل التعامل معها طالما هي مستمرة في دعم الميليشيات الإرهابية في سوريا والعراق ولبنان واليمن، ومستمرة في الإصرار على أنها نصير «المظلومين والمستضعفين» في كل العالم وتعتقد أنها قادرة على معاداة الجميع، وطالما أنها مستمرة أيضاً في دعم المجموعات الساعية إلى قلب أنظمة الحكم في دول الخليج العربي وتهريب الأسلحة إليهم وتدريبهم على استخدامها وحمايتهم.
اليوم صار العالم كله يقول إن إيران هي أكثر دولة عدائية في العالم، وبسبب سلوكها الأرعن ومواقفها المتطرفة نسي الكثيرون إسرائيل بل إن البعض صار يردد أن هذه المغتصبة للأراضي الفلسطينية أهون من إيران، وهو ما لا ينبغي أن يحدث أو يقال.
بعد قليل لن يكون لإيران أصدقاء ولا محبون ولا مؤيدون ولن يتعاطف معها أحد لو تعرضت لأي سوء، كما لن يكون لها أي ثقل في المحافل الدولية، فلا ثقل لدولة استمرأت الإرهاب ودعم الإرهابيين، ولا وزن لقادتها الذين استمرؤوا إذكاء نار الطائفية.
بإمكان إيران أن تقلل من أعداد الكراسي الفارغة التي تستقبل كلمة رئيسها في سبتمبر المقبل، لكن هذا للأسف لن يحدث، ذلك أن «بوطبيع ما يجوز عن طبعه».