يعاني العالم من أزمات عدة، على كل المستويات، أبرزها، الأزمة الاقتصادية. والعالم العربي جزء من هذا العالم المأزوم، فقد عانى من انخفاض سعر النفط، إذ حقق عجز مجموعة الدول العربية المصدرة للنفط نحو 74 مليار دولار بنهاية عام 2015، ويتوقع أن يرتفع إلى 100 مليار دولار مع نهاية عام 2016، وفق تقديرات صندوق النقد الدولي التي أشارت أيضاً إلى تراجع أرباح دول الخليج من مبيعات النفط خلال عام 2015 بنحو 360 مليار دولار، وعام 2015 سجل ميزان المدفوعات عجزاً بلغ 3 مليارات دولار، ويتوقع أن يرتفع إلى 36 مليار دولار مع نهاية العالم الحالي.
والجدير بالذكر أن تقرير الاتجاهات العالمية 2030 الصادر عن مجلس الاستخبارات الأمريكية عام 2012 توقع تراجع دخول الدول العربية المصدرة للنفط. ومع هذا الانخفاض بدأت تتخذ الحكومات العربية خاصة النفطية أو غيرها، إجراءات تتمثل في ترشيد الإنفاق الحكومي، وتسريح العمالة، وإجراء تعديلات ضريبية، وغير ذلك من إجراءات. ووسط هذه الأزمات تلعب العوامل النفسية دوراً مركزياً، خاصة وأن المواطن العربي لايتلائم مع نمط الحياة الغربية ولا تؤثر فيه، فمن يمتلك سد حاجته الأساسية لا ينظر إلى المبالغ الكبيرة التي يسمع عنها وعن مالكيها، وليس لديه احتياجات معقدة مثل المواطن الغربي، بالرغم من بعض مظاهر الإسراف والبزخ التي نسمع عنها ونشاهدها، خلال الـ 15 عاماً الماضية.
فما يشاع عن المواطن من صفات سلبية، أبرزها، أنه كسول، وانفعالي، ومضطرب، وشهواني، ومولع بالجنس، وعدواني، ويمكنه أن يقتل لأي سبب تافه، قد تكون طارئة في أوقات الأزمات، بينما يظهر معدنه الأصلي خاصة عند الشدائد والمتمثل في، قدرته على النهوض في وقت قصير للغاية، وقدرته على المقاومة، وتدينه، وجرأته وشجاعته وشهامته، فهو يميل لمفهوم الوحدة العربية ويكره الانقسام، وغير ذلك من صفات طيبة تظهر خاصة عند الشدائد.
فالمواطن العربي يحتاج إلى إيقاظ والتأكيد على العوامل النفسية لديه، فالخوف والقلق والترقب الذي يعاني منه المواطن العربي الآن يحتاج إلى معالجة عاجلة من قبل مسؤوليه. وقد يكون الحل في العمل على توليد الرغبة والتحفيز لدى المواطنين على الاستجابة لما تتخذه الحكومات العربية من إجراءات وقرارات تراها في صالح شعوبهم من خلال العوامل النفسية.
ولذلك من المهم أن ننتبه إلى العوامل النفسية للشعوب العربية وأن نعلم أنه يجب أن نحافظ عليها، حتى نضمن الحفاظ على الدول والأوطان.