أجمل تقدير ممكن أن يحصل عليه المواطن المخلص، هو ذلك الذي يأتي من قيادة بلاده، وبالأخص من جلالة الملك حفظه الله.
حمد بن عيسى الرجل الشجاع الذي قاد البحرين لآفاق جديدة من النمو والبناء الديمقراطي، خير من يعلمنا معنى «الوطنية» وخير من يقدر الوطنيين ويشد من أزرهم، فالإنسان بلا وعي وطني وبلا موقف تجاه بلاده وقيادته، إنسان لا قيمة مؤثرة له تجاه وطنه، بل يكون رقماً على الشمال.
لذلك فإن تقدير جلالة الملك لعائلة كانو خلال تشرفهم بلقائه أمس الأول، خير تكريم لهذه العائلة البحرينية الطيبة، التي يشهد لأعمالها القاصي والداني.
كتبنا سابقاً عن عائلة كانو ودورها الوطني في البحرين، واليوم يأتي تقدير جلالة الملك لها واستقباله لوجهائها وأفرادها خير إثبات على أن رجل المواقف حمد بن عيسى لا ينسى المخلصين أبداً، ولا ينسى أصحاب الدور الوطني في بناء الوطن والإسهام فيه بإيجابية، خاصة من العوائل التجارية التي سجلت اسمها بأحرف من ذهب في سجلات التاريخ الوطني وهبت دفاعاً ونصرة له، فلهم التحية والشكر.
الوطنية كمفهوم ومصطلح يمكن أن يردده أياً كان، لكن ترجمة هذا المفهوم هو الصعب، التمثل به هو التحدي، تراب الوطن أساس وجود كل مخلص له، والتماسك والتآزر والالتفاف حول قيادته هو الواجب الوطني الذي لا يجب التفريط فيه.
من يزايد على الوطن بمواقفه، هو شخص لم تتشرب فيه الوطنية بكل معانيها، شخص لا يحترم الوطن أساساً، لأن علاقته به قائمة على المصلحة والعمل بالمقابل، الوطنية يا سادة هي التي تدفعك لبذل الغالي والنفيس، هي التي تدفعك للعمل بقصارى جهدك وبكل قوتك وبكل طاقتك من أجل الوطن، لا تنتظر مقابل ذلك حتى شكراً، فهذه البحرين التي لا يجب أن نتردد في أي شيء من أجلها، وهي قيادتنا التي قوتها في قوتنا، وأي إساءة لها إساءة لنا.
لذلك فإننا اليوم بحاجة لترسيخ مفهوم الوطنية لدى أبنائنا، ولدى النشء من الجيل الصاعد، يجب علينا إيصال هذه الأمانة وزرعها في نفوس أبنائنا منذ نعومة أناملهم، يجب أن تكون البحرين قلبهم النابض، ويكون نشيدها الملكي اللحن الخالد فيها، والولاء للأرض حياة لهم، ومبايعة القائد أساس كل شيء.
لذلك حينما يشيد جلالة الملك بما تورثه العائلات الوطنية لأبنائها، هو يؤكد على أهمية هذه المسألة، فغرس الوطنية واجب مقدس، تنتج عنه أمور عديدة على رأسها الانتماء المطلق للوطن، وصف الصفوف دفاعاً عنه حينما يستهدفه الكارهون والحاقدون.
ملك التقدير والوطنية، هذا الرجل الذي بحكمته وصلت البحرين لبر الأمان، وحباه الله بمؤازرة الرجال الأقوياء المخلصين أولهم الأمير خليفة بن سلمان والأمير سلمان بن حمد، ومن خلفه شعب مخلص لا يتردد لحظة في الذود عن البحرين، ملكنا رجل يستحق منا المحبة والولاء والتقدير، حفظه الله وأيده بنصره.
البحرين مكتوب لها أن تكون دائماً في مرمى استهداف الكارهين من جهات أجنبية، ومن ضعاف النفوس ومعدومي الوطنية في الداخل، لكن رغم ذلك لا خوف على هذه الأرض، فهي محفوظة بإذن الله طالما فيها رجال مخلصون سجل لهم التاريخ مواقف عظيمة على مر العقود، كان آخرها وقوفهم بقوة في وجه الانقلاب الآثم في 2011.
المنزل هو أساس غرس الوطنية وتعزيزها، ومدارسنا هي المحطة الثانية من خلال مناهجها التي نتمنى أن تزيد في جرعة الثقافة السياسية والتربية الوطنية، ومثلما تلك الأدوار مهمة، مهم أيضاً دور مؤسسات المجتمع الوطني المخلصة في نشر ثقافة الولاء الوطني.
فشلت محاولات الاستهداف لأن في البحرين جموعاً عملت بوطنيتها، وحركتها غيرتها على بلادها وقيادتها فوقفت متصدية لأصحاب الشر.
لذلك نقول إن البحرين بإذن الله ستظل محفوظة، بقوة ملكها ورجاله في الدولة والحكومة، وبعزم شعبها المخلص الأبي.