صرح الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس الأول الأحد أن «اليوم هو يوم أسود لملتزمي حماية المدنيين لما تشهده حلب من قصف هو الأعنف منذ بدء النزاع». والأمر يعود إلى فشل الهدنة الأمريكية الروسية. والسؤال الذي خطر على بالي، لماذا نترك مصيرنا عرضة لمداولات روسيا وأمريكا؟ لماذا نسمح لأزماتنا أن تكون ورقة يساوم بها العم سام، الدب الروسي؟ لماذا نلجأ لأمريكا للحماية وننتحب حين تهجرنا وتفضل علينا جارتنا الفارسية؟! أين العرب؟! أين الجامعة العربية؟! أين القوة العربية المشتركة؟! أين التعاضد العربي؟! أين الإرادة العربية المشتركة؟! أيجوز أن نترك أمريكا وروسيا تتقاسمان النفوذ كما تقاسمت بريطانيا وفرنسا النفوذ لما اجتمع جورج فرنسوا بيكو ومارك سايكس وقسما المنطقة بشكل اعتباطي كمن يقسم قالب حلوى.
أقول مجدداً أين الإرادة العربية؟! أذكر واقعة درسناها أيام الدراسة في كتب التاريخ، وهي واقعة زبطرة يوم غزا الروم زبطرة فإذا بامراة تنادي «وامعتصماه» مستنجدة بالخليفة العباسي، فإذا بالخبر يصل مسامع الخليفة المعتصم، ويصله توسل المرأة فإذا به يرد «لبيك لبيك»، وحشد المعتصم جيشه وخلص زبطرة من بطش الروم. وكم من عام وأهل سوريا وأهل حلب يستنجدون بنا طالبين الخلاص من ظلم المجرمين، ولكننا تركناهم حتى تقرر الدول العظمى مصائرهم. أين نحن من أيام المعتصم؟ اليوم تشهد الأمة إحباطاً لم تشهده من قبل ونحن نرمي اللوم على أمريكا أو على روسيا وغيرهما، ولكن قبل كل شيء يجب أن نلوم أنفسنا لأننا خذلنا سوريا وخذلنا حلب، عندما تركنا الوضع يصل إلى ما وصل إليه، لأننا لم نتصرف بحزم في الوقت المناسب ولأننا لم نتحل بالجرأة التي كانت لدى المعتصم، ولأن كل دولة همها نفسها وليس هناك وعي بأن مصيرنا واحد والمخاطر التي تحدق بنا واحدة ومصير سوريا يعني مصير العرب. وفي وجه شراسة الضربات الجوية الروسية والضربات الجوية التي يوجهها نظام الرئيس بشار الأسد على المدنيين في حلب كل ما يخطر ببالي أنه ليتنا كنا في زمن المعتصم لكان هب لنجدة حلب.