من التناقضات التي يعيشها ذلك البعض الذي لايزال يعتقد أن استمراره في ما هو فيه سيوصله إلى «النصر المؤزر»، أنه يؤكد في كل حين أنه لا يعترف بالدستور ويضع فيه ألف عيب وعيب، لكنه في أحاديثه إلى الفضائيات «السوسة» يستشهد بالدستور ومواده فيقول إن المادة رقم كذا تقول كذا والمادة الفلانية تؤكد هذا أو ذاك ويدعو إلى الالتزام بها، وبه.
من التناقضات التي يعيشها أيضاً أنه يردد في كل حين أن ما يقوم به من أعمال مخلة بالأمن ومؤذية للناس يدخل في باب السلمية، وأنه رغم كل المواجهات التي تحدث يومياً بينه وبين رجال الأمن والتي يشهدها الناس ويتابعها العالم يقول إنه لا يمارس العنف ولا يعتدي.
ومن التناقضات التي يعيشها أيضاً أنه يدعو إلى دولة القانون، وعندما يطبق القانون ويشعر أنه يتضرر منه يعتبر ذلك تجاوزاً واعتداء ومحاولة من الحكومة لتفتيت «المعارضة» بل التضييق على فئة بعينها.
وهناك بالطبع الكثير من التناقضات التي من شأنها أن تضعف «المعارضة» وتسهم في إنهاء الحراك فيضيع بالتالي كل جهد بذل للارتقاء بحياة المواطن، يعيشها ذلك البعض بسبب قلة خبرته وعدم تمكنه من القيام بهذا العمل، فمن يدعو إلى شيء لا يقبل منه أن يمارس نقيضه، وللأسف فإن الكثير مما يقوم به ذلك البعض يجعله متناقضاً مع نفسه.
عندما لا تعترف بالدستور وفي نفس الوقت تستشهد بمواده وبنوده، وعندما تدعو إلى تطبيق القانون وتخالفه وترفض أن يطبق عليك وتعتبره صحيحاً في حالة تطبيقه على الآخرين، وعندما تقوم بأعمال نقيضة لما تدعو إليه وما ترفعه من شعارات فإن هذا يعني أنك غير مؤهل من الأساس لتقود الآخرين وتعتبر نفسك في «ثورة».
الأمثلة على أن ذلك البعض يعيش في تناقض كثيرة، ولأن الناس يرون ويسمعون ويستطيعون أن يقارنوا ويحللوا لذا فإنهم لا يتأخرون عن الموافقة على توجيه هذا الاتهام لذلك البعض، حيث تتوفر الكثير من الأمثلة والأدلة على حالة التناقض التي يعيشها والتي تؤدي إلى التشكيك حتى في قدراته العقلية، ذلك أنه لا يمكن أن تدعو إلى أمر وتمارس نقيضه ولا أن تنهى عن خلق وتأتي مثله، فالعار العظيم سيلاحقك أينما حللت.
ما قام ويقوم به ذلك البعض أساء لـ»المعارضة» كثيراً، ولولاه لتمكنت من تحقيق الكثير من المطالب ولأنجزت الكثير من الذي يمكن أن يعود بالنفع على جميع المواطنين. قلة خبرة ذلك البعض وهزالة تجربته واعتقاده أنه قادر على تحقيق ما يريد وتحقيق أحلام من لديه أحلام ومن لايزال يحلم بالسيطرة على البحرين أدى إلى شق صفوف «المعارضة» وسحب القرار من يد الجمعيات السياسية، كما أن إصراره على أنه هو الأكثر فهماً والأكثر قدرة على إدارة المرحلة والأحق بذلك أنتج تصدعات في صفوف «المعارضة» المتمثلة في الجمعيات السياسية التي يرى الجميع اليوم كيف أنها صارت خارج منطقة التأثير.
كلما زادت تناقضات ذلك البعض كلما ضعفت «المعارضة» وصار سهلاً القضاء عليها. ما لا يدركه ذلك البعض هو أنه من دون الإطار الذي تعمل فيه الجمعيات السياسية وتتحرك لا يستطيع أن يصل إلى شيء، وأنه لا يستطيع فعل شيء أيضاً لو استمر في الخروج على تلك الجمعيات والتمسك بالقول إنه الأحق بقيادة الشارع وواصل التخبط. من هنا صار لزاماً أن تتحرك الجمعيات السياسية وتضع حداً لاستهتار ذلك البعض الذي أكد بأفعاله وتناقضاته أنه دون القدرة على العمل في السياسة وأنه يسيء بكل ذلك إلى الحراك الذي يأمل المواطنون أن يحققوا من خلاله ومن الاستمرار فيه جانباً من تطلعاتهم وآمالهم.