خصصت دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة يوم 28 أغسطس يوماً للاحتفال بالمرأة الإماراتية وقد جاء هذا اليوم تزامناً مع ذكرى ميلاد الاتحاد النسائي العام في الإمارات الذي انطلق في 28 أغسطس عام 1975.
لا يمكن أن ينكر أحد اليوم أن المرأة الإماراتية أخذت تتبوأ المراكز القيادية المؤثرة، ليس على مستوى وطنها فحسب إنما أيضاً على مستوى دول العالم، بل باتت في كثير من المجالات تتصدر المشهد الخليجي، المرأة الإماراتية اليوم تتقدم صفوف السيدات في كثير من مجالات التنمية والريادة، والجميل أنها تقدمت في ذلك دون أن تخلع عباءتها كامراة شرقية، ودون أن تنسى عاداتها وتقاليدها، لذا فهي أجمل من مثل لباس المرأة الخليجية وهويتها على المستوى العالمي، ولذا كانت سفيرة نساء الخليج أمام دول العالم بحشمتها وحفاظها على الزي التقليدي الرسمي لدولنا.
المرأة الإماراتية تاريخياً وقديماً كانت مقاتلة من أجل قوت يومها واقتصاد بيتها، فهي تشارك زوجها في التجارة وتعمل في الخياطة والصناعات اليدوية وتربي أطفالها وتخرج لوطنها أجيال المستقبل الذين يقومون ببناء نهضة الإمارات وتقدمها، أما اليوم فهي امرأة مقاتلة أيضاً وإن تغيرت مجالات عملها في تنمية منزلها الذي هو جزء من مجتمعها ووطنها فهي تعمل في مجالات ريادية وقيادية وهي من تدير دفة القيادة جنباً إلى جنب مع أشقائها الرجال، وهي من تدك مواقع المتمردين الحوثيين وتعتلي الطائرات الحربية للدفاع عن شرعية الدول العربية وسيادتها وهي اليوم أيضاً أم الشهداء التي تقدم أروع التضحيات لنساء العرب جميعاً وترسل أبناءها للدفاع عن وطنهم العربي، ولا يمكن أن تغفل الذاكرة جملة زوجة الشهيد طارق الشحي رحمه الله، وهي تقول للوفد النسائي البحريني الذي زارها لتعزيتها: «لدي أربعة أسود من بعد طارق رحمه الله سأرسلهم لكم ليدافعوا عن وطننا البحرين».
اهتمت الإمارات وهي ترسم خارطة الطريق بأن يكون هناك تنوع لمختلف الأطياف المجتمعية التي تمثل نساء الإمارات بعيداً عن لون واتجاه معين كما يحصل عادة في المؤسسات والمراكز النسائية حيث تكون الأطياف المشاركة والقائمة فيها من اتجاه وتيار معين ولعل هذا سابقة تحسب لهم من بين دولنا الخليجية.
عنوان الاحتفال الأول بيوم المرأة الإماراتية ملفت للنظر فهو يأتي تكريماً للمرأة العاملة في الخدمة العسكرية وتقديراً لبطولاتها وشجاعتها فالإماراتية لفتت الأنظار عربياً بمدى جرأتها وشجاعتها وهي تقاتل مع الرجال وذلك حق يحفظ لها تاريخياً.
المرأة الإماراتية اليوم عندما نتابعها في الإعلام تلفت النظر، فهي تمزج بين أصالة الماضي وتطور الحاضر، وتلمح بين حروف كلماتها الإصرار على تنفيذ هدف الدولة الرئيس الذي أطلقه سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عندما قال: «طموح دبي هو أن تصبح الرقم واحد عالمياً»، وبحركة النصر الشهيرة التي باتت لغة التعبير للإشارة إلى استراتيجية الإمارات وطموحاتها ورمزاً من رموز الوطنية.
الإمارات تستثمر في الشباب لأنها تدرك أنهم الجيل القادم الذي تنهض عليه تنمية الوطن ولأنهم وقود التنمية والطاقة التي لا تنضب للتعمير، لذا كثير من المحطات نرى فيها المرأة الإماراتية تشارك ببناء وطنها بحب وتفانٍ وإخلاص وهي تعمل لأجل هذا الهدف أن تكون الإمارات الرقم واحد عالمياً في كافة مجالات التنمية وألا يرضوا بأقل من رقم واحد!
المرأة الإماراتية تهتم بالإنجازات النوعية، لذا فالإمارات تمتلك النسبة الأعلى تمثيلاً للمرأة في المقاعد الوزارية على مستوى الوطن العربي، المواطنة مريم الصفار هي أول امرأة تقود الترام في الشرق الوسط بعد قيادتها لترام دبي، وعائشة المنصوري أول إماراتية تقود أكبر طائرة في العالم، وإيمان الهاشمي أول إماراتية تؤلف الموسيقى الحديثة في العالم، ومريم المنصوري أول إماراتية تحمل رتبة رائد طيار في سلاح الطيران الإماراتي وهي من أعضاء الفريق الإماراتي الذي شارك في قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة «داعش»، وريما المزروعي أصغر وزيرة في العالم تشغل منصب وزيرة الشباب بالإمارات، وهناك أول وزيرة إماراتية للسعادة في العالم وهي عهود الرومي، وهي أول شخصية عربية تختار لعضوية مجلس ريادة الأعمال العالمي التابع للأمم المتحدة، كما أنها عضو مجموعة القيادات الشابة العالمية التابعة للمنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس» منذ عام 2012.
ولعل هؤلاء النساء يستمدن من أم الإمارات وأم العرب سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك هذا العطاء والنجاح، وأم العرب كما تم تكريمها بهذا اللقب من قبل الاتحاد العام للمنتجين العرب فقد أسست العديد من المؤسسات والأنشطة النسائية الرائدة وقد كانت تراعي في ذلك الخصوصية المجتمعية، ولعل ما يلفت النظر في سجل عطاءاتها تأسيس شاطىء السيدات التابع للاتحاد النسائي العام في ابوظبي عام 1987، وإنشاء شاطىء الراحة للسيدات عام 1997، ومنتزه ومسبح الشريعة للسيدات عام 1995، وتأسيس دار الشيخة فاطمة للطالبات المسلمات في كولومبو بجمهورية سيرلانكا عام 2009، وإطلاق جائزة الشيخة فاطمة بنت مبارك للأسرة المثالية عام 1997، ورعاية احتفالات الدولة باليوم العربي للأسرة منذ عام 1997، وإطلاق جائزة البر عام 1997، وإطلاق الاستراتيجية الإعلامية للمرأة العربية خلال المؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية بأبوظبي عام 2008، ورعاية جائزة المرأة العربية في العلوم والتكنولوجيا من أجل التنمية لمنظمة المرأة العربية عام 2008.
لشقيقتنا الإماراتية نقول لها، كل عام وانتِ في الصدارة.