«بعد توجيهات رئيس الوزراء..»، هذه الديباجة نقرؤها بصورة شبه يومية على صفحات الصحف المحلية، حيث لا يكاد يمر يوم واحد دون أن «يتفاعل» صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر مع قضايا الشعب التي ترد في مختلف وسائل الإعلام، أو عبر الشكاوى الكثيرة التي تصل إلى مكتبه مباشرة.
ولا غرابة في أن يكون الفريق الإعلامي التابع لمكتب سموه فريق «يقظ» ويتابع بشكل حثيث كل ما ينشر في وسائل الإعلام بل ويقوم بتحليل مضامين جميع الأخبار ورسم الاستراتيجيات العامة بناءً على استطلاعات الرأي العام.
فكم من مرة نرى توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير خليفة كبيان صادر في جلسة مجلس الوزراء كان مصدرها «الإعلام»، الذي هو بطبيعة الحال انعكاس لصوت الشعب.
في أحد مجالس صاحب السمو الملكي الأمير خليفة قال سموه «عندما علمت من أحدهم بأن بناتنا الصغار في سنابس سيضطررن إلى المشي لمسافة طويلة نظراً لإغلاق مدرستهن، ذهبت مباشرة بنفسي لكي أرى إمكانية إصلاح الوضع، وإبقاء «بناتي» في مدرستهن القريبة من بيوتهن». هذه كانت كلمات سموه الصادقة، وكلنا شاهدنا بأم أعيننا سموه وهو يترجل تحت حرارة الشمس الحارقة ويرى إمكانية صيانة المدرسة من أجل أن تنعم «بناته» كما طاب لسموه مناداتهن، بالدراسة في مدرستهن القريبة من بيوتهن.
وها هي جهود صاحب السمو الملكي الأمير خليفة تتواصل، وينطلق مشروع منظومة رصد إلكترونية بالتعاون مع وزارة شؤون الإعلام لمتابعة شكاوى وملاحظات المواطنين في مختلف الوسائل الإعلانية، بشأن أداء الوزارات والأجهزة الحكومية، وتلمس احتياجات المواطنين، وتصنيفها بحسب نوع الخدمات أو القضايا، والتفاعل معها، بما يرتقي بجودة الخدمات وتعزيز المنجزات الوطنية المحققة خلال العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى.
وقد أوضح وزير شؤون الإعلام أن «تدشين منظومة الرصد الإلكترونية يأتي لتعزيز الشراكة مع الوسائل الإعلامية والصحافية في تطوير الخدمات الحكومية، والتعاطي معها في إطار من الشفافية، وتصحيح أي معلومات مغلوطة والتجاوب مع الملاحظات التي تتعلق بالأمور الخدمية، حيث ستمكن هذه المنظومة المسؤولين من الرقابة الذاتية على أداء مؤسساتهم ووزاراتها فيما يخص التفاعل مع قضايا المواطنين».
هذه المنظومة ستكون همزة الوصل بين الشعب والقيادة، وستكون صوتاً للشعب الذي أأمل وأتمنى أن يكون بقدر المسؤولية، فلكم سمعنا عن شكاوى مغلوطة، وكم تعرضنا لشكاوى مزيفة. فلا نريد من خلف هذه المنظومة الرقابية الرائعة أن ننشئ جيلاً «يحب الشكوى» ويتخذها كأسلوب للعلاج، بل نريد أن تكون هذه المنظومة «رقابية» يكون همها «تقليص» حجم الشكاوى، والقيام بخطوات استباقية لكي لا تظهر عندنا ظاهرة «الشعب المشتكي» لا سيما أن هناك بوادر وبيئة محفزة لذلك.