كيف تستطيع منظمات الأعمال النهوض من الانهيار وإعادة فرد أشرعتها والإبحار مجدداً؟ في الجزء الأول من المقال السابق تناولنا أمراً في غاية الأهمية يتحدث عن أن «توجه أغلب القائمين وليس جميعهم في المؤسسات المتوسطة أو الصغيرة على نموذج محدد في الأعمال يؤدي إلى أن يهددها في صميم وجودها، وأن وضع هذه المؤسسات «المتوسطة والصغيرة» مرتبط بشكل حيوي وحاسم بقيادتها وقدرة هذه القيادة على تنويع مصادر الدخل المستمر والأهم التنبؤ بالمخاطر قبل حدوثها ومرونتها في مواجهتها حيث يتصرف فيها القائد كجراح ماهر، وليس كجزار». ومن هنا يمكن رصد أبرز النقاط التي تنتشل أي مؤسسة من الانهيار وتساعدها على الانطلاق من جديد:
أولاً: من المهم أن تعرف كيف بدأ الانهيار وهل هو نتيجة ظروف داخلية لمنظمة الأعمال أو نتيجة السوق المحلي أو تغيير في القوانين مثل توقف الدعم أو التمويل الذي تمنحه بعض الحكومات لصناعات معينة أو تغير في الاقتصاد العالمي، ويجب دائماً أن تضع في عين الاعتبار أنك في خطر سيداهمك حتماً في وقت ما إذا كان القطاع الذي تعمل فيه يعتمد على مصدر واحد أو مصادر محدده لتمويل الأعمال وضخ المال.
ثانياً: تصرف بالضبط كما يتصرف القادة العسكريون في المعارك والحروب عندما يواجهون خطر الهزيمة أو خسارة المعركة، افهم الوضع على أرض المعركة «السوق» جيداً وما هي عناصر القوة الجديدة التي دخلت السوق أو أثرت فيه وفي عملائك.
ثالثاً: أعد تقييم قدراتك وإمكانياتك ونقاط القوة والضعف لديك على كافة المستويات وقيمها في مواجهة تغيرات السوق فقد تكتشف أن ما تحسبه نقاط قوة لم يعد مجدياً في السوق، وما قد يكون نقطة ضعف هو نقطة بداية لك.
رابعاً: ضع رؤية جديدة وتصوراً لمستقبل توجه منظمتك للأعمال، بمعنى أدق، أعد تعريف رؤيتك ورسالتك وأهدافك وقيمك من جديد حتى وإن لم تكن موجودة من قبل.
خامساً: أعد أيضاً تحديد الفرص الجديدة لك في السوق بناءً على ما سبق وحدد أرض المعركة «السوق» الجديدة لك، فمثلاً ما هي الشرائح الجديدة التي ستستهدفها أو تركز عليها وما هي الخدمات أو المنتجات التي تناسبها وتتناسب مع إمكانياتك الحالية؟
سادساً: مهما كانت نتيجة هذا التقييم شحيحة أو ضعيفة فهي بداية انطلاقك، ومهم جداً أن تعيد وضع خططك بناء عليها، وتذكر أن تتعامل مع الوضع كجراح ماهر لا كجزار عندما تتخلص من أعبائك أو حتى إمكانياتك غير الضرورية لتعيد تأسيس وضعك من جديد.
سابعاً: تأكد من تماسك مركبك قبل أن تفرد أشرعتك مرة أخرى، فالروح المعنوية لفريقك في غاية الأهمية، لذلك عليك أن تشركهم معك بمنتهى الشفافية في التغيرات اللازم اتخاذها، وأن يكونوا على ثقة بنجاح إعادة تأهيلك لمنظمة الأعمال.
ثامناً: إذا احتجت دعماً مالياً فابحث عنه بعيداً عن البنوك العادية، لأن أشتراطاتها ستكون صعبة، وقد لا يساعدك وضعك الذي تعاني منه في الحصول على دعمها.
تاسعاً: لا مناص ولا مفر من أن تدرب نفسك على تقنيات الإبداع والتفكير خارج الصندوق والقدرة على استشراف القادم بناء على معطيات صحيحة لكي تتجنب أي عثرات.
عاشراً: لا تتردد أبداً في استخدام ما توفره لك قدراتك الجديدة من تقنيات حديثة في العمل، فذلك قد يوفر لك تكاليف كثيره ووقت إعادة الانطلاق.
حادي عشر: ابحث عن شركاء استراتيجيين أو تحالفات في السوق أو اتفاقات تبادل منافع فتحقق إضافة نوعية وقيمة مضافة لأعمالك دون تكاليف ترهق إعادة أنطلاقك.
ثاني عشر: من المهم أن تضع آلية لتتبع خططك بحيث تتعرف على أي تراجع أو تباطؤ أو تغيرات لم تحدد في إعادة التقييم قبل أن تستفحل وتقضي على منظمتك.
النقاط أعلاه على اختصارها الشديد تشكل تصوراً أو أسساً لخارطة طريق تنتشل أي مؤسسة من الانهيار وتمكنها من إعادة فرد أشرعتها والانطلاق من جديد.
* مطور أعمال وقدرات بشرية