ما يسعى ذلك البعض - الذي لا يزال دون القدرة على استيعاب المتغيرات والتطورات في الساحة المحلية والإقليمية - إلى ترويجه هذه الأيام هو القول إن «الموقف الدولي معنا لأننا ننادي بالإصلاح ونطالب بالديمقراطية بينما النظام يستخدم المنهج الطائفي في حربه معنا»، وهو كلام غير دقيق ويتضمن مغالطات. للرد عليه يكفي القول إن من يطالب بالديمقراطية لا يلجأ إلى الأساليب مثل التي انتهجها في السنوات الخمس ونيف الماضيات، ومن ينادي بالإصلاح لا يمكن منطقاً أن ينادي في نفس الوقت بإسقاط النظام، إضافة إلى أن ما يجري في البحرين ليس حرباً، فلو كان كذلك لانتهت منذ زمن لصالح الحكومة. من المغالطات أيضاً القول إن النظام يستخدم المنهج الطائفي في محاولته لحل المشكلة، حيث النظام يدرك أن هذا المنهج يفتح الباب على مشكلات أكبر مستقبلاً.
من ينادي بالإصلاح ويطالب بالديمقراطية لا يلجأ إلى الأساليب التي مارسها كل هذه السنوات وكانت سبباً في تعقيد المشكلة ونفور الكثيرين وخسارة مؤيدين، فلا خير في ديمقراطية تربك حياتنا وتؤذينا وتوصلنا إلى ما صرنا فيه، وليس إصلاحاً أبداً ذاك الذي يراد الوصول إليه من خلال تلك الأساليب الغريبة على شعب البحرين. ما قام به ذلك البعض ولا يزال لا يمكن أن يحظى بتأييد دولي حسب ادعاءاته، ومن يقول بهذا إنما يريد أن يضحك على عقول الناس حيث العالم لا يمكن أن يؤيد ممارسات خارجة وإن وافق على الشعارات المرفوعة. أيضاً لا يوجد ما يدفع العالم إلى القول إن النظام يستخدم المنهج الطائفي في محاولته لحل المشكلة، عدا أن العالم لا ينظر إلى ما يجري في البحرين على أنه حرب، لأنه ليس حرباً، ولأن النظام وفر الكثير من الأدلة على أنه يعمل لصالح المواطنين وصالح الوطن، وما تحقق خلال السنوات الأخيرة من إنجازات في مجالات التعبير عن الرأي وحقوق الإنسان لا ينكره إلا جاحد.
لا يمكن للمجتمع الدولي أن يقف مع مجموعة صغيرة لا هم لها سوى فرض رأيها ورؤيتها على الجميع، ولايمكن أن يقف مع من ينظر إلى كل إجراء تتخذه الحكومة على أنه يريد الإضرار بهذه المجموعة، ولا يمكن أن يقول بغير ما يرى. وما يراه من منجزات تتحقق في العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة تؤكد له أن الكثير من ادعاءات ذلك البعض إن لم يكن كلها لا أساس لها في الواقع وأنها ليست إلا من نسج خياله.
قول ذلك البعض إن الموقف الدولي معه لا تفسير له سوى أنه مستمر في الشعور بالضعف وأن الأمور تفلت من يده، فهو يريد بهذا رفع معنوياته والشعور بأنه لا يزال بعيداً عن الهزيمة.
بالمناسبة، الموقف الدولي لا يمثله سين أو صاد من المنتمين إلى المنظمات الحقوقية هنا أو هناك وإن كان معروفاً كإسم على مستوى العالم، بل لا تمثله هذه المنظمة أو تلك الجمعية أياً كانت شهرتها، والموقف الدولي لا يتغير بسبب العواطف ولا يتأثر بالبكائيات والقول بالمظلومية. الموقف الدولي يتشكل ويتغير بناء على وقائع يراها بأم عينيه متحققة على أرض الواقع، وما يراه حقيقة وواقعاً في البحرين لا يعينه على الانحياز إلى ذلك البعض بل على العكس يعتبر أن ما يقوم به ويقوله لا يهدف إلى خير الوطن والمواطنين، خصوصاً وأن أغلب ما طالب به تحقق، وكثير في طريقه إلى التحقق، وليس هذا الذي يعيشه شعب البحرين اليوم سوى نتاج الإنجازات التي حققتها الدولة في السنوات الأخيرة بشكل خاص.