منذ أعوام خلت ونحن نطرق بالمطرقة الكبيرة والثقيلة على مسمار لغتنا العربية وأهمية وضرورة أن تكون هي اللغة الرسمية في مخاطبات ومكاتبات الدولة بشكل رسمي، بل طالبنا أن تكون كل المخاطبات في البلاد، سواء على الصعيد الرسمي أو الأهلي، في القطاعين، العام والخاص، باللغة العربية الفصحى وليس بأية لغة أخرى، لكن لا حياة لمن تنادي، خصوصاً على صعيد المؤسسات غير الرسمية.
اليوم تقوم بعض مؤسسات الدولة بسبب عدم توظيفها للبحرينيين أو العرب وكذلك غالبية المؤسسات الأهلية بالاعتماد على شركات تجارية للرد على استفسارات المواطنين وغيرهم، وهذه الشركات تقوم بتوظيف الأجانب بالدرجة الأولى مما يعني أن الردود المتاحة للمواطنين أو للمقيمين العرب ستكون باللغة الأجنبية وليس بلغة أهل الوطن، ومما يعني كذلك أن الكثير من المواطنين ممن لا يتقنون اللغات الأجنبية - وهم ليسوا ملزمين بذلك - سيتورطون في كل معاملاتهم، سواء كانت شفهية أو مكتوبة أو عبر مسجات ترسل من خلال البريد الإلكتروني أو الهاتف الجوال.
هناك الكثير من المواطنين لا يقبلون أن تكون معاملات الجهات الرسمية والشركات والمؤسسات الوطنية الكبرى بأي لغة أجنبية، بل يطالبون أن تكون هذه المعاملات باللغة العربية لأننا عرب ونعيش في دولة عربية ويجب احترام لغتنا واحترام عروبتنا، وهذا ليس اقتراحاً من «عندياتنا» بقدر ما هو مرسوم منصوص عليه في الدستور، يؤكد أن تكون كل معاملات وخطابات الدولة الرسمية باللغة العربية.
لا بأس أن تكون اللغات الأجنبية لغات إضافية أو مكملة إلى جانب اللغة العربية، لكن أن تكون اللغة الإنجليزية - على سبيل المثال - هي اللغة الرئيسة في المراسلات والمخاطبات والرد على مكالمات وشكاوى المواطنين فهذا أمر غير مقبول على الإطلاق، فبالإضافة لكونه تعدّياً على الدستور يعتبر عملاً ينافي الوطنية كما أنه اعتداء على لغتنا الأم.
صحيح أن من يجهل اليوم أكثر من لغة يعتبر في العرف العالمي من الأشخاص الأميَّين، لكن هذا لا يبرر أن نقوم بسلوكيات تسحق لغتنا العربية التي لابد أن نفتخر بها في كل محفل من محافلنا، لا أن نركلها للخلف لنقوم بتقديم بقية اللغات عليها، فيكون هذا الجرم المشهود في دولة عربية كمملكة البحرين.
يجب تفعيل القوانين التي أكدت وتؤكد بأن اللغة العربية هي اللغة الأساسية في هذه الدولة العربية، كما يجب محاسبة كل مؤسسة رسمية أو غير رسمية تتعمد تجاهل لغتنا العزيزة لتقوم باستيراد أجانب «يرطنون» لغاتهم بكل صلافة في وجوه المواطنين والإخوة العرب المقيمين في البحرين وبطريقة رسمية مع الأسف الشديد. هذا ما يجب التوقف عنه حالاً من أجل استعادة بريق لغتنا الذي شوهته «رطنة الأجنبي».