دول مجلس التعاون بحاجة لقرار على مستوى القمة يأمر على الفور بتبني مشروع خليجي يعمل على تصدير «ربيع الثورات» لإيران الداخل.
لنؤسس جهازاً يضم دول مجلس التعاون أو على الأقل من الدول التي أعلنت إيران حرب الوكالات عليها «السعودية، البحرين، الكويت» متفرغاً لمهمة الاتصال والتواصل والتعاون مع حركات الاحتجاج في الداخل الإيراني والمعارضة الإيرانية في الخارج، ويعمل على تنسيق الجهود الأمنية والإعلامية والاستخباراتية الخليجية معهما، جهاز تتبعه عدة مراكز للدراسات والأبحاث ودوائر للرصد متفرغة للشؤون الإيرانية لجمع المعلومات وتقديم التوصيات، ويساعد حركات الاحتجاج في الداخل للاتصال بالمجتمع الدولة جنباً إلى جنب المعارضة الإيرانية في الخارج ومساعدتها لإيصال صوتها للتعبير عن «مظالمها وشرح معاناتها» ويقدم لها الدعم اللوجستي وغير اللوجستي، فما أكثر «المظاليم» في إيران واتساع رقعتهم.
كل الأجهزة الرسمية والمدنية الخليجية يجب أن تقدم الدعم لهذا «المشروع»، الإعلام له دور في هذا التواصل إلى جانب العمل الاستخباراتي وحتى مؤسسات الاتصال والمواصلات وبعثاتنا الدبلوماسية في الخارج، وكل ما يمكننا توظيفه من إمكانيات لمساعدة إخوتنا من الشعب الإيراني المستضعف ممن ضاق ذرعاً معنا من هذا النظام الأرعن واتفقت مصالحه مع مصالحنا ومستعد لتكوين علاقة احترام متبادلة بيننا وبينه كجيران.
سياسة مواجهة إيران في الداخل عن طريق «وكلاء» هي عبارة عن تبادل للنخب بيننا وبينها لا أكثر ولا أقل، نسقيها من ذات الكأس الذي سقتنا إياه على مدى 35 عاماً كانت هي عمر هذا النظام الذي تبنى منذ اليوم الأول لوصوله سدة الحكم سياسة تصدير الثورة نصاً في دستوره وتفعيلاً عن طريق إنشاء مؤسسات متفرغة لهذه المهمة لها جهازها وميزانيتها، وتتبع القائد العام للقوات المسلحة المرشد الأعلى الفارسي.
وهو كأس من السهل جداً سقيه لإيران لكثرة المعروض على الطلب، ولكننا تمنعنا عن استخدامه لأسباب أخلاقية جداً، وتمنعنا اليوم يعد ترفاً في غير محله في زمن الرعونة الإيرانية، الأدهى أننا بالكاد أسسنا مركزاً أو اثنين للدراسات المتخصصة في الشؤون الإيرانية وهي التي كانت عدونا الأول وأقرب إلينا من أي عدو آخر وأكثر تحرشاً وتدخلاً في شؤوننا.
المعارضة الخارجية تحتاج لدعم، وملفاتها في المنظمات الحقوقية تنتظر من يدعمها ويساعدها في عمل اللوبيات وبإمكان بعثاتنا وقنصلياتنا أن تقدم الكثير لتلك المنظمات الإيرانية في الخارج أو مساعدة من هم في الداخل للوصول لها.
حتى علاقتنا التجارية والسياسية مع أمريكا والاتحاد الأوروبي والبريطاني كثيرة كلها ممكن أن تسخر الآن لخدمة مصالحنا ولمساعدة وكلاء الداخل والخارج المعارضين لإيران أي أن تسخر لخدمة هذا المشروع، أصبح الآن لدينا شركاء إيرانيون بحاجة لأن ننسق معهم العمل، وبعيداً عن سوق «المتمصلحين» منا ومن الإيرانيين الذين يرون في هذه الموازنات خزائن مفتوحة للنهب، علينا البحث والتقصي والتحري ووضع الفلس في موضعه في مكان مؤثر فعلاً في الداخل الإيراني، ولتكن كلمة تركي الفيصل في مؤتمر باريس مجرد إعلان أولي نفتتح به مرحلة جديدة مع إيران، مرحلة تصدير الربيع الإيراني، مشروع خليجي يقابل مشروع تصدير الثورة الإيراني.