مملكة البحرين بوجهها المعاصر قد بدأت تنشر صورتها الحقيقية على العالم بكل أقطاره وبشكل متسارع، فيوماً عن يوم ووسط التحديات العالمية والمؤمرات التي تحاك لها، إلا أنها أثبتت قوتها بوجه كل من يحارب مكتسباتها الوطنية إلى أن أصبحت نقطة مضيئة على الخارطة العالمية.
فعلاً أن البحرين رغم صغر مساحتها إلا أن سمعتها بالأوساط الدولية لا يستهان بها، إذ أسفرت الجهود الدولية التي قادها الرجل الأول وملك القلوب عاهل البلاد المفدى حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه عن عقد مجموعة كبيرة من الاتفاقيات ومعاهدات التعاون والتنسيق مؤخراً والتي كانت بمثابة تأكيداً على أن البحرين بلد الانفتاح على كل الحضارات والأديان وليس هناك ما يعكر صفو أجوائها.
إن العمل الدبلوماسي الدؤوب الذي قام به عاهل البلاد المفدى خلال الفترة الماضية ومنذ تسلمه مقاليد الحكم تعتبر دروساً في مجال الدبلوماسية البحرينية الحديثة، حيث إن كل زيارة يقوم بها العاهل لم تكن خالية من نتائج إيجابية تعطي للمملكة دفعة للأمام لتفتح مجالاً في تعزيز مكانة المملكة على المستوى الاقتصادي والثقافي والسياسي، إلى أن أصبح وجودها في المجتمع الدولي ذات أهمية، وخاصة أن جميع الزيارات حظت باهتمام بالغ في وسائل الإعلام المرئية والحديثة العالمية نظراً لأهميتها على القضايا الدولية الحالية.
كما إن الزيارات الرسمية التي قام بها العاهل للدول العظمى وخاصة الدول المؤثرة على القرارات الدولية، لم يغفل جلالته عن طرح مواضيع وملفات مهمة تهم منطقة الخليج العربي، بل على العكس من ذلك فقد طرح جلالته ملفات مهمة تتمحور في ملف التدخلات الإيرانية في البحرين، وأكد موقف البحرين تجهاها ولا سيما أن المملكة تحمل على عاتقها الالتزام الكامل بالمعاهدات والاتفاقيات الدولية والدبلوماسية، وبالتالي فأن الإجراءات الرادعة التي قامت بها المملكة تجاه المحرضين والإرهابين لم تأت من باب الصدفة، بل هي عمل دؤوب قام به الرجل الأول للدبلوماسية البحرينية، وذلك لتهيئة الأرضية المناسبة لها لاتخاذ القرارات المصيرية التي تضمن استقرار وأمن المملكة وشعبها.
فالدرس المهم الذي يجب أن يصل للعالم أن المملكة اعتمدت سياسة «المواجهة» لجميع الاتهامات المزورة والمفبركة بحقها وواجهتها بالدلائل والبراهين التي لا تقبل التشكيك بها، بل على العكس من ذلك فقد أعطت المملكة دروساً سياسية لا يمكن التغافل عنها، فهي عبرت جميع محطات المؤمرات التي تحاك ضدها بكل إرادتها وبقوتها، لوجود شعب وفي وقائد قد رسخ كل جهوده في أن يحفظ هذه البلاد من أي سوء، وجعل أهم الملفات التي يحملها على عاتقة من دولة إلى أخرى هو ملف توفير الأمن والاستقرار للبلاد لينعكس ذلك في مجال التنمية ولرفع معدلات النمو بالمملكة.
وخلاصة القول، إن عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه رجل وقائد دبلوماسي من الطراز النادر يحمل مواصفات الحرفية والشجاعة بالعمل الدبلوماسي، إذ انعكس عمله الدؤوب في إرساء قواعد راسخة يتم بها بناء النهضة الحديثة لمملكة البحرين، وأن تتجاوز المملكة المحطات التاريخية الصعبة التي واجهت بها جميع مخططات الانقلابية والمؤامرات والتي مرت بها المملكة زادتها قوة على الساحة الدولية وفرضت هيبتها وسيادتها واستقلالها في اتخاذ قراراتها المصيرية التي تفرض بها هيبة القانون فهي قوة صنعها الرجل الأول للدبلوماسية البحرينية حمد بن عيسى آل خليفة فهو الذي قلب الطاولة على الأعداء وكسب حلفاء لا يستهان بهم على الساحة الدولية، فهنيئاً لنا بهذا القائد.