وصلنا إلى مرحلة قتل مدنيين أبرياء، بغض النظر عن مذاهبهم أو انتماءاتهم أو مناطق سكنهم، وصل الإرهاب الذي يضرب البحرين لقتل الأبرياء العزل.
هل أنت منتبه لما نقوله، ولما يحصل منذ سحب جنسية رأس التحريض في البحرين عيسى قاسم، يا سعادة السفير الأمريكي؟! هل أنت منتبه إلى ما تعيشه البحرين اليوم من إرهاب وعنف وتفجيرات، تثبت بكل قوة، أن مصدر الإرهاب هو عيسى قاسم ومن يتبعه؟!
المهم يا سعادة السفير، هل رئيسك باراك أوباما منتبه؟! وهل التقارير التي تصله من السفارة في المنامة تنقل الواقع بمصداقية، أم أنها كالعادة «مقلوبة الحقائق»؟!
عملية إرهابية في العكر نتج عنها وفاة مواطنة وإصابات في أبنائها، وتم إرعاب الناس وإقلاق أمنهم، وكل هذا تحت شعار «لبيك يا فقيه»، والمعني به عيسى قاسم، وبالتالي هل «سارق الخمس» و»وكيل خامنئي» في البحرين، مازال «حمامة سلام» في نظر الأمريكان؟!
المجرمون مرتكبو هذه الأفعال سيقبض عليهم بلا شك، وكلنا ثقة في وزارة الداخلية ورجالها وأجهزة الأمن في البحرين، رغم الألم من استمرار هذه الأحداث، والتي ندرك أن إحكام السيطرة عليها إحكاماً مطلقاً من المستحيلات، خاصة مع أسلوب «قطاع الطرق» و»الملثمين» الذين ينفذون عمليات التفجير وسد الطرقات ورمي المولوتوفات في غضون ثوانٍ.
لكننا نريد هنا لفت انتباه كل من تفلسف على مملكة البحرين بشأن حقها الأصيل في الحفاظ على أمنها، لكل من طالب بالتعامل «بمعزل عن القانون» مع محرض على الإرهاب مثل عيسى قاسم، وداعٍ لمواجهة الدولة بالسلاح مثل علي سلمان، بأن رجاء «اخرسوا»، فقد طفح الكيل بالفعل.
عيسى قاسم الذي «أفرغ» الإيرانيون «ما في جوفهم» من صراخ وعويل ونعيق بشأنه، عميل إيراني حتى النخاع، وبالتالي البحرين من حقها محاسبته ومحاكمته، ومعه كل من يستهدف بلادنا ويدعو إلى الانقلاب عليها. وإن كانت إيران «مستميتة» بشأنه، فلتملك الشجاعة ولتطلب من البحرين تسليم «عميلها» المخلص ولتأخذه لطهران وتعيشه في جنة خامنئي، وكذلك بقية العملاء.
والله، البحرين باتت محتاجة إلى أن تقف في وجه كل محرض وخائن وتحاسبه بالقانون، يكفي ما تعانيه بلادنا من ويلات الإرهاب والفوضى بسبب هؤلاء الانقلابيين.
تفجير العكر وقتل مواطنة بريئة، عملية إما أن تدينها أمريكا بشكل صريح وواضح، ويتحدث مسؤولوها بلغة الرجال لا أشباههم، ويسمون الأسماء بمسمياتها، ويحددون هوية الإرهابيين ومسوغاتهم وأسبابهم، وهي أمور ليست صعبة على دولة لديها أقوى جهاز استخباراتي لتعرفها وتدركها، أو فليسكت مسؤولوها وليخرسوا، وهم الذين أبدى بعضهم «قلقاً» على عيسى قاسم وعلى «الوفاق» وعلى علي سلمان وغيرهم.
هؤلاء في عرف البحرينيين المخلصين عناصر سعت لخطف بلادنا وتحويلها إلى عراق آخر تحكمه إيران وخامنئي. هم في عرفنا عناصر هدفها تدمير البحرين وشق صفوف أهلها، وإذكاء النار بين السنة والشيعة، هؤلاء بالنسبة لنا أشخاص يجب أن يطبق عليهم القانون قبل أي أحد آخر، لا أن تدعو جهات خارجية بأن تخفف البحرين الأحكام أو تفرج عن محرضين وإرهابيين. تفجير العكر، من لا يدينه من الانقلابيين وجمعياتهم وإعلامهم الأصفر، هو مشارك فيه، قابل بنتائجه، ومن سيحاول قلب الأمور واتهام الدولة بها أو وزارة الداخلية كما دأبت «الوفاق» على فعل ذلك، يتوجب عدم السكوت عنهم، ومحاسبتهم قانونياً، إذ يكفينا «هرطقات» من انقلابيي الدوار وإعلامهم، أمن البحرين وأهلها أكبر من أية مظاهر للتسامح ومنح مزيد من الفرص.
نقول ذلك، خاصة أن بعضهم حاول بالأمس في وسائل التواصل الاجتماعي اتهام الدولة بالمسألة، بل وصل خيالهم لإقحام اسم «داعش» نظراً لمذهب المتوفاة والمنطقة المنفذ فيها التفجير، في حين هم يدركون تماماً من هم الإرهابيون الذين يقومون بمثل هذه الأعمال، والدليل بعض التغريدات المحسوبة على الانقلابيين والتي حاولت إدانة الحادثة، وإلحاق الإدانة بجملة مقتضبة عن «الالتزام بالسلمية»، ما يعني تأكيد على هوية المجرمين وأنهم من أتباع «الولي الفقيه» الفازعين له.
الضرب بيد من حديد، هذا هو المطلوب، ولا شيء آخر، فقد وصلنا لإزهاق أرواح الأبرياء.
* اتجاه معاكس:
حينما تصدر مجموعة «المجلس العلمائي» غير المرخص بياناً تطالب فيه حكومة البحرين بإعادة مبلغ الـ «عشرة ملايين دولار» التي تمت مصادرتها من حساب وكيل خامنئي عيسى قاسم، بذريعة أنها أموال «الخمس»، فإننا نكون أمام حالة «مزرية» من «المناشدة» لأجل مال جمعوه لأنفسهم من الناس. ونقول لأنفسهم، لأن ذريعة الخمس غير مثبتة أولاً، وثانياً المبلغ لم يتحرك منذ سنوات، ما يعني السؤال «لماذا يتم تجميده؟!»، و»لماذا لم يستخدم في أوجه صرف الخمس؟!»، و»لماذا هو في حساب عيسى قاسم أصلاً؟!».
المجلس العلمائي غير مرخص، وعناصره غير مرخص لها جمع الأموال بدون مراقبة الدولة، وحتى أموال الخمس يفترض أن تكون تحت رقابة جهة رسمية معنية مثل الأوقاف الجعفرية، لا أفراد في تنظيم غير مرخص ومنحل قانونياً، يأخذون من الناس أموالهم، ويجمعون غيرها من أوجه مشبوهة، ويضعونها في حساباتهم، وحينما يضبطون يصرخون بأن «هي أموال الخمس». البيان الذي أصدروه مفضوح نواياه، يا جماعة عشرة ملايين دولار، المبلغ «مب سهل» ومصادرته «تعور القلب»!