أين تذهب زكاة مال المسلمين في البحرين؟؟
هذا السؤال تبادر إلى ذهني وأنا أسمع صديقتي تتحدث مع أحد شيوخ الدين لسؤاله عن أحكام الزكاة وأوجه إنفاقها، وقبل أن أسترسل في الكلام فإن صديقتي هذه لا يتعدى دخلها الشهري 700 دينار، ولكنها كانت حريصة على التأكد من إخراج زكاتها في حال وجبت عليها، فهل يحرص أثرياء البحرين والتجار على إخراج زكاة أموالهم؟؟
إن الزكاة إحدى أركان الإسلام شأنها شأن الصلاة والصيام وسائر أركان الإسلام أي أنها فرض بالإجماع، وهي وجه من أوجه التكافل الذي يجسد خدمة المجتمع وأفراده. ولست اليوم بصدد الحديث عن أحكام الزكاة وأوجه إنفاقها مطلقاً، ولكني أتحدث عن أمر آخر، بالفعل أستغرب فعلاً أين تذهب زكاة أموال «أثرياء البحرين» الذين ينفقون أموالهم بملايين الدنانير؟؟
لا أشكك مطلقاً بأن تجار البحرين وأثرياءها لا يقومون بإخراج زكاة أموالهم!! ولكني أسأل بشكل صريح أين تذهب زكاة أموالهم؟؟ ومن هو المنتفع من ورائها؟؟ وهل يتم إنفاقها داخل المجتمع البحريني أم خارجه؟؟
في مملكة البحرين نرى عوائل تجارية أو ثرية محددة تقوم بعدد «بسيط» من المشاريع الخدماتية التي ينتفع بها الناس، وهو شيء يقدره الجميع، فهذا هو التكافل المجتمعي وهذه هي خدمة المجتمع التي نأملها من وراء هؤلاء الأثرياء والذين من الله عز وجل عليهم بالخير.
وهناك نوع آخر من التجار والأثرياء يمدون أياديهم في الخفاء، ويعملون في صمت «مريب»!! فلا أحد ينتفع منهم إلا نفر قليل يحددونه هم.
أليست هناك قاعدة كبيرة من التجار والأثرياء الذين لا نعرف أين تذهب زكاة أموالهم!!
لا أنصب نفسي مدققاً حسابياً على أي شخص، ولا ألزم أي شخص بدفع زكاة أمواله في وجهة معينة، ولكن كل ما أطمح إليه هو أن تظل زكاة أموالنا داخل البحرين لينتفع بها أبناء البحرين، ويتحقق بها نفع مجتمعي للمملكة.
وللتذكير فإن أوجه إنفاق الزكاة هي كما وردت نصاً في سورة التوبة، قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الحكيم: «إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضةً من الله والله عليم حكيم».
ولا أعتقد أن مجتمعنا البحريني يخلو من الفقراء والمساكين والغارمين مثلاً!! فكم جميل لو أوجدنا صندوقاً رسمياً يشبه بيت مال المسلمين الذي كان أيام الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام ، ويهتم بجمع أموال المواطنين ويعيد ضخها في الأوجه المعلومة، لكي تتحقق الغاية من وراء فرض الزكاة وتؤدى إلى أن يكون المجتمع متماسكاً، يرحم قويه ضعيفه، وبالتالي يشعر صاحب المال بوجوب الإحسان إلى من سواه من الناس كما أحسن الله عزوجل إليه.
كما أن من شأن هذا الصندوق أن يجعل الدولة رقيبة على ألا تذهب الأموال إلى غير مستحقيها، وألا يتم استخدمها لدعم منظمات إرهابية.
كفانا إرهاباً وتخريباً!
إرهاب وتخريب يطال شوارع البحرين في أواخر الشهر الفضيل فيقتل امرأة ويصيب أطفالها وتستشهد الأم أمام أعين أطفالها قبل أيام معدودات من العيد!! فأي عيد وأي فرح نستشعر به؟!
إن الذي قام ودبر هذا العمل للإرهابي هو بلا قلب وبلا ضمير. فإن كان يقصد من وراء هذا العمل أن يؤذي رجال الأمن فالتخطيط عاكسه هذه المرة، والذي تضرر من هذه العملية امرأة لا حول لها ولا قوة. امرأة كانت برفقة أطفالها الثلاث، تسير في أمن وأمان ولم تكن تعرف أنها ستصاب بشظايا «قنبلة محلية الصنع» صنعت بأيديكم «النجسة» الملوثة بدماء الأبرياء!! فما ذنب هذه «الشهيدة» التي راحت ضحية لمخططاتكم الخارجية التي تسعى إلى زعزعة الأمن في البحرين. وما ذنب أبنائها الذين تيتموا؟! ماذا بشأن نفسياتهم وهم يرون أمهم تموت أمام أعينهم؟! بماذا سنواسيهم؟! وماذا سنقول لهم.. هل سنقول لهم إن والدتكم الشهيدة راحت ضحية عمل إرهابي مقيت كان يستهدف أمن البحرين ورجال أمنها.
الأعزاء أمريكا وبريطانيا هل أنتم قلقون الآن؟؟ هل ستستنكرون هذا الحادث الإرهابي؟؟ أم ستطلبون من الدولة أن توقف البحث عن الجناة والإرهابيين وستطلبون منها أن تتراخى في تطبيق القانون؟؟ لكي يخف قلقكم.. ولكي يرتاح بالكم.