لايزال العالم الرياضي عامة والكروي خاصة منشغلاً بقرار الاعتزال الدولي المفاجئ الذي اتخذه أفضل لاعب كرة قدم في العالم الأرجنتيني «ليونيل ميسي» بعد خسارة منتخب «التانغو» أمام المنتخب التشيلي بالركلات الترجيحية في نهائي كأس «كوبا أمريكا» التي اختتمت مؤخراً بالولايات المتحدة الأمريكية، وهي المرة الرابعة التي يخسر فيها المنتخب الأرجنتيني المباراة النهائية بقيادة «ميسي» الذي لم يحقق مع منتخب بلاده الأول أي لقب مكتفياً ببطولة العالم للشباب وذهبية أولمبياد بكين عام 2008!
قرار «ميسي» الاعتزال الدولي والذي أعلنه بعد نهاية المباراة النهائية مباشرة -بمشاعر الحسرة التي ارتسمت على وجهه والدموع التي لم يتمكن من حبسها- حركت مشاعر العالم الكروي وطغت على فرحة تشيلي بالفوز باللقب وعلى أحزان الأرجنتينيين بخسارة اللقب الثاني على التوالي بنفس السيناريو، وانصب الاهتمام الشعبي والإعلامي على قرار الاعتزال الذي جاء كالصاعقة، الأمر الذي جعل ردود الأفعال تتلاحق مطالبة «البرغوث» بالعدول عن هذا القرار الذي اعتبروه خسارة فادحة لكرة القدم العالمية إخلالاً للمتعة الكروية التي يعتبر «ميسي» أحد أبرز نجومها.
مطالبة «ميسي» بالعدول عن قرار الاعتزال الدولي أصبحت مطلباً حكومياً وجماهيرياً في الأرجنتين، كما أنه مطلب دولي جسده العديد من نجوم كرة القدم العالميين الذين أكدوا على أن القرار اتخذ في لحظة غضب ولا بد من العدول عنه على اعتبار أن «ميسي» -الذي لم يتجاوز التاسعة والعشرين- لايزال قادراً على العطاء والتألق الدولي.
هذه المشاعر وهذا الاهتمام العالمي يعد تعبيراً صادقاً عن مكانة هذا اللاعب المصنف في خانة أساطير كرة القدم العالمية، كما أنه يعكس حجم الشعبية التي يحظى بها في الأوساط الكروية العالمية.
من تابع اللحظات المأساوية للنجم العالمي «ميسي» بعد إهداره للركلة الترجيحية الأولى وبعد انتهاء المباراة لا بد وأنه استشعر مدى الإحساس بالذنب تجاه الوطن مما ينم عن إخلاصه وولائه وتفانيه في خدمة بلاده، وهو ما دفعه لاتخاذ قرار الاعتزال الدولي الذي كان وقعه على الأرجنتينيين أكبر من وقع الخسارة وضياع البطولة.
نحن كغارقين في عشق كرة القدم نتمنى عدول «ميسي» عن قراره ليواصل إمتاعنا بلمساته الساحرة وليتابع قيادة المنتخب الأرجنتيني إلى نهائيات مونديال روسيا، كما ونتمنى أن تكون هذه الحادثة بمثابة الرسالة لكل من يتعرض للهزيمة في مباراة حاسمة طالما أننا نؤمن بأن الرياضة فوز وخسارة، وبالحكمة الرياضية «كن متواضعاً عند الفوز وشجاعاً عند الهزيمة».