ردة فعل إيران والولايات المتحدة الأمريكية على إجراءات البحرين الأخيرة لحفظ أمنها تؤكد أن المشروع واحد ومستمر، وأن هذه الإدارة الأمريكية ستعمل إلى آخر يوم في البيت الأبيض لتنفيذه، أما ردة فعل الصحيفة والجناح السياسي والحقوقي البحريني لهذه الجماعة فتؤكد أن «قيادة الجماعة» واحدة أياً كان لبوسها عمامة أو بدلة، ومازالت ترتهن إلى حليفها الأمريكي والإيراني لإكمال المشروع وتحقيق الهدف، وكل يوم يمر على البحرين دون حلول جذرية هو باب جديد للابتزاز والضغط، وباب لهذه المجموعة لإعادة التموضع من جديد وفتح باب الاستنجاد بالخارج، بل إن قراءة الأمريكان وقيادات هذه المجموعة لأي تأخير بأن ذلك التأخير هو جولة التردد المعتادة التي ينتظرونها، وأي فتور في التنفيذ ذلك الذي اعتادوه بعد كل جولة حماس هو ما سيراهنون عليه في الأيام القادمة!
ولا يجب أن نخذل الشعب البحريني الذي أعلن عن ارتياحه لتلك الإجراءات بشيعتهم من أصول عربية أو حتى من أصول فارسية -وما أكثرهم ممن اكتوى بنار قيادات المجموعة- أكثر من سنتهم، ردة فعل تؤكد بأن الإجراءات التي اتخذت لا تستهدف طائفة أو فئة، بل تؤكد أن البحرين دولة قانون وهذا مطلب شعبي شيعي وسني، الشيعة الذين أعلنوا بحرينيتهم وتمسكهم بدستورهم ورفضهم لزعامات هذه الجماعة بتأييدهم لتلك الإجراءات يجب أن تعلن والدولة يجب أن تعطي الإشارات الواضحة التي تشجع هؤلاء على كسر الحاجز، ولا تخذلهم مثل كل مرة!
لقد مكنت الدولة هذه المجموعة على رقاب الشيعة فتمددوا في مساجدهم ومآتمهم ومددت لهم قراهم حتى وصلت إلى مدنهم، واليوم هم أسرى لهذه الجماعة والدولة تخذلهم في ترددها في كل مرة، إذ حتى لو فكروا بإعلان آرائهم التي نعرفها جيداً، فإن بقاء تلك القيادات الدينية والسياسية والإعلامية في موقعها كفيل بشن حرب على من يبدي رأيه الرافض لهم، ولن يتحرك أحد لينفعه أو ينصره عليهم.
الحل ليس بنقل هؤلاء إلى مناطق آمنة، وبإبقاء المناطق المنكوبة بتلك الجماعة تحت رحمة تلك القيادات، الحل ليس بالقبض على ميليشياتهم وإرهابييهم فالأموال التي تحت أيديهم تجند ميليشيات جديدة، الحل يكمن في اتخاذ الدولة الإجراءات القانونية ضد القيادات وتطبيق القانون عليها لوقف إرهابها وابتزازها، وليضرب مالينوسكي وكيري وكيربي رأسهم في الحائط، وليقلق بان كي مون إلى آخر يوم له في الأمم المتحدة، وليهدد سليماني وحسن نصرالله حتى يزبدوا.
إن الدولة البحرينية هي التي لها الكلمة الفصل، قالها رأس الدولة جلالة الملك، ويعد رئيس الحكومة اجتماعاته يومياً لتنفيذ أوامره وقالتها القيادات الخليجية والعربية التي وقفت في صفنا وأيدتنا في المحافل الدولية، وأي تراجع أو تردد أو تأخر فإن ذلك خذلان للشعب البحريني وخذلان لتلك الدول التي «فزعت» لأمننا ولسلامتنا وأيدت علناً إجراءاتنا.
بقي أن يسمع صوت الـ«لا» والرفض لإيران والولايات المتحدة الأمريكية لتدخلهم في شؤوننا من الشعب البحريني، من أهل البحرين، بقي أن نجتمع سنة وشيعة لاجتثاث هذا الكابوس، لنعرف كيف نعود «سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعه»، لنعرف كيف تعود اللحمة الوطنية كما كانت قبل أن يسود «الولي الفقيه»، نعود إخوة وأهلاً ومواطنين متساوين أمام القانون، لنعرف كيف نصحح مسار العمل السياسي ونخلق أرضية جديدة وطنية بحرينية صرفة تؤسس أحزاباً وتدخل انتخابات وتراقب أداء السلطة التنفيذية بكتل نيابية مشتركة السني فيها جنباً إلى جنب مع الشيعي لأنهم بحرينيون وبحرينيون فقط، ولا يمكن القبول مجدداً بوجود جماعات تدين لمرجعية أجنبية فتلك خيانة.
شعب البحرين بمؤسساته بمجالسه بأفراده هو الذي يجب أن يتحرك لإسناد الدولة الآن وإعلان رفضهم لمحاولات الولايات المتحدة الأمريكية وإيران من فرض هذه الجماعة علينا بالتهديد والابتزاز والضغط على الحكومة، ولمحاولاتهم من ثني الدولة عن تطبيق القانون والتدخل في القضاء البحريني، يجب أن يسمعوها منا لا أن يسمعوها من سفارات أو من وزراء أو من النظام نفسه.