منذ أن بدأت مملكة البحرين إجراءاتها ضد روؤس التنظيمات الإرهابية حتى استنفرت إيران وأتباعها بالوعيل والوعيد والتهديد لما سيجري من بعد ذلك خاصة حينما تم إقرار إسقاط الجنسية عن ممثل خامنئي في البحرين عيسى قاسم.
كما أن الإجراءات التي اتخذتها المملكة كانت متوقعة خصوصاً في هذه المرحلة التي لا يمكن التهاون فيها مع من يهدد الأمن أو السلم الأهلي ويخلق الفوضى في جميع مناطق المملكة، فقد سعت التيارات الإرهابية التابعة لـ «ولاية الفقية» أن تقسم البلاد وتجعلها أنموذجاً للعراق أو لبنان.
ولكن حينما يأتي الحديث عن التدخلات الإيرانية في المنطقة وفي البحرين خاصة، فإن الدولة قد واجهت هذه التدخلات بكل حرفية ودراية كاملة لما يشهده العالم من أحداث وتطورات، ولا يمكن اليوم أن تتخذ أي دولة في العالم قرارات مصيرية من دون أن تلقى الدعم من الحلفاء الذين سيكون لهم الأثر الإيجابي في عملية الدفاع عن سيادتها، وهذا ما قامت به المملكة في قراراتها ضد هذه التنظيمات الإرهابية التابعة لـ «ولاية الفقيه»، بحيث أنها تحركت بشكل إيجابي بتشكيل جبهة من التحالفات الإقليمية والدولية، وذلك للدفاع عن سيادتها والقرارات المصيرية التي تحافظ على استقرار وأمن المنطقة.
وبالتالي فإن ما أتخذته الدولة من قرارات ضد المدعو عيسى قاسم هو جزء من القرارات التي ستتخذها الدولة في الحد من المؤامرة الإيرانية الأمريكية في خلق الفوضى، وإبعاد البحرين عن الصراع الإقليمي التي تقوده إيران، حيث إن بقاء ممثل «ولاية الفقيه» بالبحرين سيتسبب بالعديد من الفوضى ويهدد الأمن القومي البحريني بل سيكون ضمن المخطط الغربي في تقسيم منطقة الشرق الأوسط.
وقد استنفرت القنوات الفضائية وحسابات التواصل الاجتماعي التابعة لـ «ولاية الفقيه»، بعد قرار المملكة بإسقاط الجنسية عن عيسى قاسم وإغلاق جمعية «الوفاق» وتغليظ العقوبة على علي سلمان، نظراً لكون المملكة قامت بقطع أغلب المخططات الإيرانية الانقلابية بالبلاد، ما يعني أن الوضع بالمستقبل لن يقف عند هذا الحد، بل ستشرع الدول المعادية بإيجاد مخططات بديلة ومنها تحريك ملف الضغوط الخارجية على البلاد وجعلها تتنازل عن بعض القرارات الصادرة بحق رؤوس الإرهاب والمخططات الانقلابية.
لكن ما الدروس التي يجب أن يتعلمها المغيبون الإرهابيون اليوم من ذلك؟ ففي مقالات سابقة حذرنا المغيبين من هؤلاء الأشخاص المحرضين الذين لا يريدون منهم سوى الشر وهدم مستقبلهم الذي كاد أن يكون مشرقاً لهم ولعوائلهم.
فالدرس الأول أنه لا يمكن للدولة أن تلتزم الصمت على تلك الأعمال الإرهابية دون أن تتخذ إجراءاتها ضد من يهدد أمنها، وإن كان حلم الدولة وصبرها جزء من العمليات الدفاعية لتهيئة الساحة المحلية والدولية لاتخاذ القرارات اللازمة للدفاع عن سيادتها وأمنها.
أما الدرس الثاني الذي يجب أن يستوعبه الإرهابيون هو أن ما يقومون به هو جزء من المخططات الغربية التي تستهدف المنطقة، وما هم إلا منفذون لتلك المخططات، وهم أدوات لدى رؤوس الفتنة، خاصة أن أغلب هؤلاء المحرضين يعيشون خارج البلاد وهم بعيدون عن المواجهات الميدانية التي لا يحمد عقباها، وفي النهاية يكون مصير مرتكبي الأعمال الإرهابية العقوبة، بينما المحرضون هاربون من يد العدالة.
أما الدرس الثالث وهو المهم، هو أن عيسى قاسم لم يعطهم أي ضمانات لحمايتهم من أفعالهم الإرهابية لتحقيق المخطط الإيراني الانقلابي بالبحرين، وجعلهم مثل القطيع يوجههم حينما أراد، من دون أن يوفر لهم الحماية والمستقبل لهم ولعوائلهم، وبالتالي فإن هذا الدرس للإرهابيين هو أنكم مهما نفذتم من أعمال تخريبية في البلاد فإن مصيركم هو يد العدالة والعقاب على ما قمتم به وأن من حرضكم لن يستطيع أن يفعل شئاً لأنه وبكل بساطة «فاقد الشيء لا يعطيه».
خلاصة الموضوع، أن البحرين تعرضت لضغوط خارجية وتعرضت كذلك للكثير من الطعنات من الداخل بل تحمل شعبها إرهاب الفكر وتهديد أمنه واستقراره وقد استشهد العديد من رجال أمننا من قبل أعوان «ولاية الفقية»، إلا أن اليد التي تحمي والتي تبني في النهاية قد تصدت في الوقت المناسب لردع هذا المشروع التقسيمي المهدد للسلم الأهلي، ولكن جميعها هي دروس يجب أن نتعلمها وأن ندركها، فمصير عيسى قاسم درس للإرهابيين يجب أن يستوعبوه قبل أن يرتكبوا جرائمهم.