حكومتنا الرشيدة، نوابنا الأفاضل، ساعدونا «كإعلام» في تخفيف درجات السخط عليكم، فقانون الضمان الصحي، وتقرير ديوان الرقابة، موضوعان ستتكلمون فيهما ويهمان الناس كثيراً، لكن المتوقع أن الأول ستناقشه الحكومة وحدها، والثاني سيتجاهله النواب، فمن «سيحاجي» الناس ويشرح لهم «شالسالفة»؟!
عموم الناس لا تصل إليكم، فتعالوا أنتم لهم عبرنا، اعبروا الجسور المتاحة لكم وخاطبوا الناس حتى يصل لهم صوتكم، وظفوا هذه الوسائل في التواصل معهم، اسمعوا منهم وأجيبوا استفساراتهم، واشرحوا لهم مواقفكم وأسباب قراراتكم ودواعيها ومنافعها، فمهما كانت تلك القرارات إلا أن التواصل مع الناس سيخفف حدة الغضب، لأن على الأقل بعض الناس سيتفهمون الأسباب وبعضهم الآخر سيهدأ لأنك احترمته، والبعض الآخر سيقتنع وسيكون لك محامٍ.
تحدثوا للأم في البيت وللأب لأنهم أن فهموا سيعاونونكم على الشرح، تكلموا مع الناس، وهم في بيوتهم أكثر استرخاءً من وقت الظهيرة أو الصباح، اختاروا المكان والزمان، واذهبوا للناس و«حاجوهم»، اشرحوا لهم وقبل ذلك وحدوا خطابكم يا حكومة بين وزرائكم، تضامنوا في مواقفكم كوزارات، لتدعم كل وزارة الأخرى، حتى يشعر الناس أن القرارات التي تمسهم في أيدٍ أمينة لا في يد بعضهم عدو بعض.
اليوم هناك أكثر من هذين الموضوعين على طاولاتكم «الضمان الصحي وتقرير الديوان»، هناك خبر توفير مصروفات الحكومة بنسبة 30% مثلاً، وجميعهم مواضيع هامة ستناقشوها، التفتوا إذاً للناس وأشركوهم معكم في النقاش قبل وصولكم للنهاية، اسمعوا لأفكارهم، ممكن تستفيدون منها، ابحثوا لكم عن داعمين من هذه الأوساط لتعزيز مواقفكم التي ستتخذونها، لماذا الضمان الصحي؟ سيطبق على من وسيترك من؟ ماذا سيغطي من خدمات وماذا سيبقى للمواطن دفعه؟ كم سيوفر؟ ما انعكاسه على الصحة العامة قبل انعكاسه على الميزانية؟
ماذا سيحدث لتقرير ديوان الرقابة في ظل وجود لجنة وزارية لمتابعة توصيات التقرير، هل يتابع مجلس النواب عمل هذه اللجنة؟ هل انتم على تواصل معها؟ ماذا حققت الحكومة من التوصيات السابقة وماذا تبقى منها؟
طبعاً أعزائي النواب نحن نتفهم انشغالاتكم فأمامكم موضوعات مهمة وأولويات ملحة كالتصويت على رفع الحصانة عن زملائكم «المتهاوشين» مع بعضهم البعض، وعلى جدول أعمالكم مناقشة 20 اقتراحاً برغبة «غير ملزمة» للحكومة، وأنتم في الجلسة الأخيرة، الله يعينكم.. فعلاً الله يعينكم، إنما نعني أنه بعد انتهائكم من هذه الأوليات، ممكن ومن فضلكم ولو سمحتم بما يتبقى لديكم من وقت، حتى وإن كان بضع دقائق أخيرة تخصصوها لنا لنعرف مصير التقرير؟ هل سيحال للدور التالي؟ ورأيكم فيه بشكل عام.
لتستعد كل وزارة لديها مشروع ستطرحه يهم الناس بمجموعة مبادرات للتواصل مع الناس، جهزوا المعلومات ولتكن واضحة ومبسطة ومشروحة، حددوا من سيتحدث وزودوه بالمعلومات الكافية للرد على الاستفسارات، ضعوا بين يديه إجابات على أسئلة الناس، تبنوا حملات تفتح باب النقاش لتقول ما تعرف وتسمع ما لا تعرف، حملة تضع في اعتبارها أن النقاش والجدل شارع ذو مسارين يتلقى ويلقى، يتحدث ويسمع، يبدي رأيه ويسمع ما يخالفه.
كرروا تجربة وزير الإسكان في زيارته لأحد المجالس، استمعوا لنصيحة خليفة بن سلمان الذي قال لكم مرة واثنان انزلوا للناس، كل وزير عليه أن يصدر تعليماته لمسؤوليه وكل وزارة عليها أن تؤهل مسؤوليها استعداداً لأي حملة وتوزع المهام بينهم وتوزعهم جغرافياً وأوقاتاً.
أخيراً، أعزائي أعضاء السلطتين، لديكم التلفزيون، الإذاعة، الصحافة، وسائل التواصل الاجتماعي، المجالس الشعبية، ولديكم وسائل شرح رقمية تسهل الصعب، وتوصل المعلومة بقوالب ذكية استخدموها مباشرة، يا عالم يا «هوووو»، «حاجونا»، وتعلموا شيئاً اسمه «حملة إعلامية» تسبق قراراتكم الكبيرة.