راقب الجميع خلال الفترة الماضية، الزيارات المتعددة التي قام بها مسؤولون في الإدارة الأمريكية لمنطقة الخليج العربي خاصة إلى البحرين والسعودية والإمارات.
ربما هذه الزيارات جاءت لتكسر الرتابة أو البرود الذي تعرضت له العلاقات الخليجية الأمريكية، خاصة بعد أزمة البحرين 2011، والموقف المتناقض للأمريكان والذي قابله موقفاً حازماً لا لبساً فيه ولا غموضاً من دول الخليج، خاصة من قبل السعودية والإمارات، إلى جانب مواقف أخرى كانت دول الخليج العربي حازمة فيها ولم تلتفت لأمور تتعلق بأمنها واستقرارها، فمثل هذه المواقف لا تقبل القسمة على اثنين، وربما «عاصفة الحزم» خير دليل على ذلك.
صحيح أن دول الخليج العربي تربطها بالولايات المتحدة الأمريكية علاقات قوية في مجالات عديدة اقتصادية ودبلوماسية وسياسية، ولكن لدولنا الخليجية أيضاً مصالح مع دول أخرى، ولم نقف عند أمريكا فقط، التي ما إن شعرت أن دول الخليج العربي تجاهلت بعض المواقف الأمريكية تجاه عدد من القضايا، حتى سارعت دولنا إلى سد فجوة تسببت فيها واشنطن، وقامت دول الخليج بتعزيز علاقاتها وتعاونها وتحالفها مع دول أخرى خاصة في الشرق الآسيوي مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية وماليزيا والدول الأوروبية مثل ألمانيا وإيطاليا وكازاخستان وروسيا وكأنها أرادت أن توجه رسالة لحليفتها أمريكا بأنها ليست الوحيدة على هذا الكوكب. وقد برز ذلك جلياً في زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مؤخراً للبحرين، ثم زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى المملكة العربية السعودية وعقده قمة مع قادة وملوك ورؤساء دول مجلس التعاون الخليجي. وقد اكد البيان الختامي للقمة الخليجية الأمريكية في الرياض أن إيران تزعزع استقرار المنطقة وتدعم الجماعات الإرهابية في البحرين وسوريا واليمن. كما نددت القمة بأعمال «حزب الله» الإرهابي، كل ذلك يؤكد عزم الولايات المتحدة الأمريكية على مزيد من التقارب وتحسين العلاقات مع دول الخليج العربي خاصة مع قرب انتهاء الفترة الرئاسية لباراك أوباما.
الاهتمام الدولي الملحوظ بدول الخليج العربي بقيادة السعودية، تبين للجميع، بعد أن أثبتت السعودية جدارتها كزعيمة للخليج خاصة وللدول العربية والإسلامية بوجه عام، وما تقوم به الشقيقة الكبرى ودول المجلس من تحركات جريئة في اليمن وسوريا عبر قيادتها مناورات «رعد الشمال» العسكرية بمشاركة 20 دولة، وعملية «عاصفة الحزم» ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، وموقفها الصريح والمعلن من الاستفزازات والتدخلات الإيرانية جعلت دول العالم تضع ألف حساب لقوة المنظومة الخليجية خاصة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وحتى إيران نفسها، فدول الخليج قوية بما يكفي سياسياً وعسكرياً واقتصادياً.
* مسج إعلامي:
بعد قرابة 5 سنوات تقريباً منذ أزمة 2011، ها هي الولايات المتحدة الأمريكية تتقرب وتتغزل بدول الخليج العربي، ولعل قوة السياسية الخارجية السعودية بقيادة الوزير عادل الجبير أعطت دورساً كثيرة لمن يريد أن يتجاوز دولنا، ولا ننسى هنا الإشادة بجهود وزير خارجيتنا الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة والذي كانت لتحركاته الكبيرة أثر بالغ في تعزيز قوة المنظومة الخليجية بما يملكه من مقومات، وقدرته على الدفاع عن مصالح البحرين والخليج العربي باقتدار وحنكة.