لا يمكن أن يختلف أيّ أحد من المتابعين للشأن الأكاديمي في البحرين على أهمية إنقاذ الجامعة الوطنية الكبيرة والوحيدة في مملكة البحرين -ألا وهي «جامعة البحرين»- من التعثر والسقوط بعد تردي أوضاعها الإدارية والأكاديمية في غالبية المجالات والشؤون الخاصة لهذه الجامعة في الآونة الأخيرة، فجاء المرسوم الملكي السامي بتعيين البروفيسور رياض حمزة رئيساً لها خطوة صائبة وفي توقيت مناسب للغاية لإنقاذ جامعتنا الوطنية.
رياض يوسف حمزة، هو أستاذ التقنية الحيوية البيئية بجامعة الخليج العربي، وعضو مجلس التعليم العالي في مملكة البحرين، هذا وقد شغل حمزة منصب نائب رئيس جامعة الخليج العربي، وهو حاصل على درجة الدكتوراه في الكيمياء الحيوية «علم الأنزيمات» من جامعة هيوستن بالولايات المتحدة الأمريكية. التحق رياض حمزة بالعمل في جامعة الخليج العربي إبان تأسيسها، حيث شغل العديد من المناصب القيادية فيها، فكان مديراً عاماً للشؤون المالية والإدارية، ومن ثم أصبح عميد كلية العلوم التطبيقية، هذا وقد منح درجة أستاذ في العام 1995. تولى رياض حمزة مهام رئيس هيئة تحرير مجلة «الخليج العربي للبحوث العلمية» وهي مجلة علمية دورية محكمة. هذا وقبل المرسوم الملكي الأخير، صدر عن عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة مرسوم لسنة 2011 وقد نص المرسوم على تعيين رياض يوسف حمزة أميناً عاماً لمجلس التعليم العالي بوزارة التربية والتعليم بدرجة وكيل وزارة.
أفضل رجل مناسب في المكان المناسب في هذه المرحلة المهمة من تاريخ جامعة البحرين هو الدكتور رياض حمزة، فمستواه العلمي والأكاديمي وخبرته الطويلة جداً في أكثر من مجالٍ وتنقلاته المختلفة التي أثرتْ وعيه بأهمية سياسة التغيير وتحريك الجامد من القوالب الإدارية في كل الإدارات التي تسنم إدارتها في يومٍ من الأيام، جعلت منه رجلاً قيادياً يستطيع أن يقوم بالتغيير من موقع الخبرة والقوة والدراية.
جامعة البحرين اليوم في أمس الحاجة إلى حزمة من التغييرات الإدارية والأكاديمية، وهناك الكثير من التحديات التي ربما يواجهها «البروفيسور» -كما يطلق عليه- لعل من أبرزها تحسين الوضع المهني والمادي للكادر التعليمي في جامعة البحرين، كما من الضروري تطوير المناهج العلمية فيها والتركيز على جودتها، وتسهيل إجراءات العمليات الإدارية الخاصة بالطلبة كقضايا التسجيل المرن وتطويع جداولهم حسب المواقيت التي تناسبهم وتحسين البيئة التعليمية الآمنة والمريحة لهم، كما أن إعادة هيكلية الجامعة وإدخال بعض التخصصات الجديدة هي من أبرز التحديات التي ستواجه الدكتور رياض حمزة في عمله القادم.
كل التوفيق للإنسان الوطني رياض حمزة في مهمته الجديدة، فكلنا ثقة بالتعيين الملكي السامي لهذا الرجل الأكاديمي الكبير والمتواضع، كما نتمنى من مجلس أمناء الجامعة وكل الكوادر الإدارية والتعليمية فيها أن يبدو كامل تعاونهم مع هذا الرجل النظيف في سبيل إرجاع جامعة البحرين للعمل بكامل طاقتها لتكون صرحاً وطنياً للعطاء والعلم والعمل، وذلك من أجل خدمة هذا الوطن.