غداً الأحد تحتفل مملكة البحرين بالذكرى العزيزة على النفس والغالية، ذكرى التصويت على إقرار ميثاق العمل الوطني الذي طرحه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى «حفظه الله ورعاه»، وحصل على موافقة 98.4 % من شعب البحرين، والذي أفسح به جلالته الطريق لمجموعة كبيرة من الإنجازات التي تحققت في عدد قليل من السنين، رغم الظروف الصعبة التي شهدتها المنطقة ولا تزال.
الكثير من الإنجازات تحققت في عهد حضرة صاحب الجلالة، والكثير من الإنجازات في طريقها للتحقق وأخرى قيد الدراسة، ويكفي إنجازاً تقدم المشروع الإصلاحي لجلالته من دون توقف، ويكفيه التقدير الذي سيطر في كل العالم فثمن الجميع هذا الفعل الجديد والمهم في عالم الإدارة والقيادة.
لكن في الوقت الذي يستعد فيه شعب البحرين للاحتفال بهذه الذكرى المهمة يستعد قليلون من الذين تعودوا النظر إلى الأمور من زاوية سلبية إلى ممارسة نشاط يحاولون به قتل الفرحة والإساءة إلى المشروع الإصلاحي، فيوم الرابع عشر من فبراير بالنسبة لهم مختلف ومناسبة لتجديد ما زعموا أنه «ثورة»، من دون أن ينتبهوا إلى أن الناس من حولهم قد تغيروا وصاروا يعرفون ما ينفعهم وما يضرهم، ويعرفون ما ينغص عليهم حياتهم وما يؤثر سلبا على مستقبلهم ومستقبل عيالهم، ويعرفون أنهم صاروا ضحية تفكير ضيق وممارسات قام بها أفراد اعتقدوا في لحظة أن ما يرمون إليه سهل وأن المسألة لن تستغرق سوى ساعات قليلة.
في الأيام القليلة الماضية جن جنون البعض المقيم في الخارج، والذي يريد أن يتخذ من أبناء الآخرين أداة ووسيلة لتحقيق مآربه، فبدت العصبية في التصريحات الكثيرة التي وفرت لها الفضائيات «السوسة» المساحات بكرم حاتمي، فهذا البعض يأمل في أن يستغل مناسبة الاحتفال بذكرى الميثاق ليسيء إلى الدولة وإلى المشروع الإصلاحي وإلى كل من يعتقد أنه مختلف معه.
كل محاولات الإساءة إلى الفرحة بذكرى الميثاق ستبوء بالفشل، والخيبة ستطال كل معين عليها، في الخارج أو الداخل. شعب البحرين صار يعرف اللعبة وكل تفاصيلها ولم يعد ممكناً أن يلدغ من الجحر نفسه من جديد.
من الأمور التي حاول ذلك البعض القليل التركيز عليها إشاعة أن الحكومة «خائفة» من تحركه يوم غد، وأنها لهذا السبب اتخذت بعض الإجراءات في بعض المناطق. لكن الرد على هذا سهل يسير، فالحكومة ممثلة في وزارة الداخلية مسؤولة عن الجميع ومن مسؤولياتها حفظ الأمن وتوفيره للجميع، وبما أنها تتوقع أن يمارس البعض عملاً قد يتضرر منه الآخرون لذا فإنه صار واجباً عليها أن تمنع وقوع ذلك الضرر وتحمي الآخرين، وهذا أمر طبيعي، فمن غير المعقول أن ترى هذه الجهات المعنية بالأمن أمراً كهذا وتظل واقفة تتفرج، فدورها هو توفير الأمن، وتأخرها عن هذا تحاسب عليه من الحكومة وتلام من الناس.
كما في السنوات الخمس الأخيرة، سيسيطر الأمن على المشهد وسيدخل ذلك البعض من جديد في تجربة مؤلمة عنوانها الفشل. وكما أن شيئاً غير عادي لم يحدث يوم أمس، ولن يحدث اليوم، فالأكيد أنه لن يحدث غداً أيضاً، فيوم غد مخصص للاحتفال بذكرى التصويت على ميثاق العمل الوطني الذي جاء ليبني لا ليهدم، وليرتقي بالإنسان البحريني المحب لوطنه والذي لا يرضى عليه.
الأولى من هذا الذي تعود أن يقوم به ذلك البعض القليل في مثل هذا اليوم ويوم غد هو إعادة قراءة الميثاق ولكن بتأنٍّ وانتباهٍ، فلعله يكتشف فيه ما يعينه على مراجعة نفسه فيبتعد عن الشعارات التي تخرب وتعطل ويشارك فيما يبني ويطور.