يحتفل المجتمع البحريني في 14 فبراير من كل عام بيوم ميثاق العمل الوطني، حيث يعد هذا اليوم يوماً وطنياً يفخر المجتمع بكل مكوناته بهذه النقلة المتميزة من تاريخ البحرين السياسي والاجتماعي والاقتصادي، حاملاً الرؤية الجادة للديمقراطية والتغيير الجذري، وذلك عندما شارك الشعب بجميع أطيافه واتجاهاته في التصويت على الميثاق، فحضرة صاحب الجلالة، عاهل الملك المفدى، حفظه الله ورعاه، يحرص دائماً منذ توليه مقاليد الحكم على التطوير والتنمية والنهضة، والنظرة الشاملة لتحقيق الاستدامة من أجل خير الوطن القوي بتطلعات أبنائه حتى تكون البحرين بلداً آمناً مستقراً، فجلالته حفظه الله أصر على الميثاق الوطني ليرسخ الشفافية والإصلاح.
بعد الاستقلال، كانت حكومة البحرين جادة ومصممة على أن تنهج طريق الديمقراطية، فقد كان الاستفتاء الشعبي الذي رفض الشعب البحريني في ذلك اليوم بجميع مذاهبه وأديانه دعاوى إيران بشأن السيادة على البحرين إبان حكم شاه إيران، وأصر الشعب على سيادة حكم آل خليفة، وهذا دليل على تكاتف الشعب البحريني بأن تكون للبحرين سيادتها العربية، وأنها ليست تابعة لأي دولة، لا إيران ولا حتى لبريطانيا. 14 فبراير 2001، كانت وقفة جادة أيضاً من شعب البحرين في التصويت على ميثاق العمل الوطني، لتواصل مملكة البحرين مسيرة الإصلاح والديمقراطية، فالبحرين الحديثة أبهرت العالم بجدية القيادة الرشيدة لتنهج نهج الدول التي لها تاريخها الديمقراطي الطويل، غير أبهة بالمحيطين بها، فمصلحة الوطن والمواطن تأتي دائماً في أجندة وأولوية القيادة، حفظها الله، لذلك تزداد الطعنات من منظمات دولية عديدة لأنها لم تكن تتوقع أن مملكة البحرين جادة في خطواتها نحو الإصلاح، بل تسعى تلك المنظمات منذ ذلك الحين للإطاحة بكل ما تقوم به البحرين من عمل جاد يخدم مصلحة الجميع.
في ذكرى ميثاق العمل الوطني لا نريد أن نعطي مساحة للمؤامرة على البحرين في 2011 ولكن نعطي للوحدة الوطنية مساحة أكبر مثلما كان الشعب البحريني في 1971 جاد بأن تكون للبحرين سيادتها ووحدتها، نذكر التفاف الشعب في هذا اليوم ورفضه بأن تكون البحرين تابعة لإيران، فبلاد فارس تنتقم اليوم بعدما سحق الإسلام بلادهم، فانتقامهم من الوطن العربي هو انتقامهم من الإسلام والمسلمين والعرب في كل مكان.
في ذكرى الميثاق نحب أن نستذكر ذاك اليوم الذي احتشد الناس عند مسجد الفاتح يؤيد النظام بصوت واحد، ويبايع جلالة الملك مرة أخرى ومرات قادمة، نستذكر دموعنا حباً لهذه الأرض وأرواحنا التي وهبناها لتكون فداء لها وحصناً منيعاً لمواجهة خونة البلاد، الذين أرادوا تصدير الثورة الإيرانية للبحرين، فالنفوس الضعيفة والنفوس الخائنة لا يهمها أرض ولا شعب ولا مواطنة ولا انتماء.
في ذكرى الميثاق وفي كل مناسبة نعلم أبناءنا حب الوطن نحكي لهم عن مسيرة البحرين الديمقراطية وعن يوم الوفاء والحزم، نعرفهم من هم سماسرة الوطن وكيف أصبح الدوار - الذي سمي لاحقاً بدوار مجلس التعاون - مزاد لكل شيء والمساومة على أرض الوطن، في ذكرى الميثاق نعطي للبحرين وعداً بأنها لن تكون من دون الشرفاء منا ولن نكون من دونها.