آن الأوان أن تلتفت المملكة المتحدة بجدية نحو حليفتها «مملكة البحرين»، في السراء والضراء، آن الأوان أن تعي وتفتح آفاقها البعيدة وبصيرتها حتى تستمر صداقاتها كما كانت حميمة منذ عقود، وأن تردع الذين ينعقون في الخارج باسم «الحرية» وباسم «الحقوق»، مستترين وراء الإرهاب، فهؤلاء هم شرذمة تستهدف تشويه سمعة البحرين وجعل من المملكة المتحدة بؤرة لتصدير إرهابهم للعالم.
ما قاله مدير مجلس حزب المحافظين للشرق الأوسط ليو دوكارتي عن مملكة البحرين في تقرير تحليلي رفعه لوزارة داخلية الحزب، يشكر عليه كثيراً وعلى مصداقيته في تناول التقرير عن البحرين بأمانة، فقد وصف البحرين بأنها «دولة عصرية لما تتمتع به من ديمقراطية حقيقية في ظل المشروع الوطني الإصلاحي»، وما تحقق في ظل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، من إنجازات، ومن مشروعات تنموية ومكاسب في مجالات متعددة، بجانب حماية الحريات وحقوق الإنسان.
ذكر أيضاً أن «مملكة البحرين دولة تحترم الأديان والعقائد المختلفة»، فإذا رجعنا للوراء قبل البرلمان وقبل الإصلاحات البارزة وقبل ذلك بقرون للمسنا من تاريخ البحرين بأنها وطن لكل مذهب ودين وعقيدة كونها جزيرة تستقبل التجار والزوار وأهل العلم من جميع أقطار العالم، باختلاف جنسياتهم وديانتهم وعقائدهم، كل ذلك كان له أثره الكبير في التعايش السلمي في المجتمع البحريني، وكون حرية اعتناق الأديان وحرية العقيدة والمذهب حق من حقوق الإنسان، وهذا التعايش السلمي تعلمناه من رسولنا العظيم وصحابته رضي الله عنهم، ومملكة البحرين اليوم تنهل من روح التعايش ليكون جميع البحرينيين سواء في الحقوق والواجبات، فمملكة البحرين أعطت مساحة كبيرة لمواطنيها حتى غير المسلمين بأن يتبوأوا مراكز قيادية رفيعة المستوى، ذلك ثقافة ورثناها وفّعلها جلالة الملك حفظه الله بكل شفافية في التعايش السلمي وحفظ الحقوق والحريات واحترام التنوع الديني والفكري، بشرط ألا يشق ذلك عن الوسطية، وأن يكون هذا التنوع بعيداً عن منحنى التطرف.
بعض المعارض والفعاليات العالمية لها ردود فعل سريعة وإيجابية مثل معرض البحرين الدولي للطيران وسباق «الفورمولا 1»، فهي فرصة للعالم أن يشاهدوا حقيقة البحرين وليس كما يصورها أبواق المكذبين والمنافقين المتآمرين مع الإرهاب. مدير مجلس حزب المحافظين للشرق الأوسط شاهد وسمع بنفسه عندما زار معرض البحرين الدولي للطيران، فزيارة رؤساء الدول والوزراء وقيادات رفيعة لمثل هذه الفعاليات والملتقيات تعتبر مؤشراً هاماً لأهمية البحرين بالنسبة لدولهم، وموقعها الهام لتجديد التحالف مع الدول الصديقة والتصدي للإرهاب الذي قبع في الدول العظمى أمثال إرهاب الشايب، الذي انتهك أبشع الانتهاكات للإطاحة ببلده.
هل لمملكة البحرين من أهمية لدى المملكة المتحدة؟ نعم باختصار، العلاقات التي تربط المملكتين علاقات تاريخية وروابط صداقة رفيعة وذات بعد استراتيجي هام، والتحالف لا بد أن يكون قوياً في ظل ما تقوم به إيران من انتهاكات واضحة وفاضحة تنال دولنا اليوم، ولربما ستنال دولهم غداً، مالم تضع هذه الدول حداً لها، فالهيمنة والمد الإيراني هاجس، وقد بدأت إيران في تنفيذ هذا الهاجس في الاستراتيجية العسكرية والتكنولوجيا النووية، وعدم الاكتراث بما يقوله العالم عن الانتهاكات التي تقوم بها علانية، ويبقى دور المملكة المتحدة في عزمها وتفعيلها لمعنى التحالف والصداقة لدول الخليج، وأهمية مملكة البحرين لها.