عواصم - (وكالات): شن عشرات من مسلحي تنظيم الدولة «داعش» هجوماً على مدينة كركوك شمال العراق، في محاولة لتحويل الأنظار عن العملية العسكرية التي تنفذها القوات العراقية لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل من التنظيم، فيما أعربت الأمم المتحدة عن خشيتها من استعداد مقاتلي التنظيم لاستخدام مدنيين ينتمون لـ 550 عائلة دروعاً بشرية أو لقتلهم في الموصل. وفي الوقت الذي أعلنت فيه قيادة عمليات نينوى استعادة 20 قرية من 3 محاور في الموصل، حذرت الأمم المتحدة من كارثة إنسانية تجسدت في استخدام التنظيم لـ550 عائلة دروعاً بشرية في المدينة.
وقالت مصادر عسكرية جنوب الموصل إن القوات العراقية استعادت 3 قرى ضمن محور القيارة، في حين تتواصل المعارك في مدينة بعشيقة شمال شرق المدينة بين «داعش» وقوات البشمركة الكردية.
وقد بدأت فجر أمس اشتباكات في مناطق متفرقة من مدينة كركوك أعقبها هجوم على محطة كهرباء قيد الإنشاء في بلدة الدبس القريبة، حسبما أكدت مصادر أمنية ومحلية وبيانات للتنظيم المتطرف.
وأدت الهجمات إلى مقتل 22 شخصاً بينهم 4 إيرانيين في محطة الكهرباء التي تقوم ببنائها شركة إيرانية. كما قتل 12 مسلحاً خلال الاشتباكات داخل كركوك. وتأتي الهجمات في اليوم الخامس من الهجوم على مدينة الموصل الواقعة على بعد أكثر من 150 كيلومتراً من كركوك والتي تعتبر آخر أكبر معقل للمتطرفين في العراق. وقال نقيب في قوات الأمن الكردية «الأسايش» إن «مجموعة انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة نفذوا هجمات متفرقة ضد قوات الأمن» في المدينة. وأوضح أن «هجوماً استهدف مقر مديرية شرطة كركوك وسط المدينة، أعقبته هجمات متفرقة ضد حواجز تفتيش ودوريات للشرطة في حيي الوسطي ودوميز» جنوب كركوك. وأضاف «تمكنت قوات الأمن من قتل أحد الانتحاريين داخل مقر مديرية الشرطة فيما فجر 3 آخرون أنفسهم بعد محاصرتهم من قوات الأمن». وتابع أن «قوات الأمن اشتبكت مع عناصر آخرين من «داعش» اختبؤوا في أحياء التسعين وحزيران ودوميز» جنوب المدينة. وقال ضابط برتبة عقيد في شرطة كركوك «، قتل 6 من عناصر الشرطة وأصيب 12» في كركوك. وأشار إلى «مقتل 12 مسلحاً من «داعش» خلال اشتباكات في أحياء متفرقة جنوب كركوك وشرقها.
وأعلنت قوات الأمن إثر وقوع الهجمات حظر تجول في عموم مدينة كركوك شمال بغداد.
وقال الضابط في شرطة كركوك إن «عناصر «داعش» يتحصنون داخل بناية تجارية في حيي الأسرى والمفقودين وفي منازل في أحياء دوميز وواحد حزيران والتسعين» جنوب كركوك، مشيراً إلى «اشتباكات متقطعة بين القوات الأمنية ومسلحي داعش» الموجودين داخل المباني. وبدت شوارع المدينة خالية فيما انتشرت قوات الأمن بشكل مكثف خصوصاً حول المقار الحكومية والأمنية. وتبنى تنظيم الدولة عبر وكالة «أعماق» التابعة له الهجمات التي تعرضت لها كركوك.
وقال محافظ كركوك نجم الدين كريم إنه يشتبه بأن «خلايا نائمة في تنظيم الدولة» نفذت الهجوم.
ورأى المحلل الأمني فاضل ابو رغيف أن تنظيم «داعش يسعى لزيادة هجماته مع زيادة تقدم القوات إلى مدينة الموصل».
وأضاف «تهدف عملية «داعش» لإشغال القوات العراقية المتوجهة لتحرير الموصل»، مشيراً إلى أن «عدم نشر مفارز أمنية وعدم اتخاذ إجراءات استخباراتية هي السبب وراء وقوع الهجوم». وتتولى حكومة إقليم كردستان العراق إدارة محافظة كركوك الغنية بالنفط والمتنازع عليها بين الحكومة المركزية والإقليم.
وأحرزت القوات الحكومية العراقية والمقاتلون الأكراد الذين ينفذون عملية الموصل والمدعومين من التحالف الدولي بقيادة أمريكية، تقدماً منذ الاثنين الماضي في اتجاه الموصل.
وتمكنت القوات من دخول بلدة برطلة المسيحية الواقعة على بعد 10 كيلومترات شرق الموصل.
وقالت قيادة المقاتلين الأكراد الذين يشاركون في عملية استعادة الموصل في بيان أن «أكثر من 100 ألف من البشمركة يشاركون» في العملية. وبحسب الأمم المتحدة، أدت العمليات العسكرية إلى نزوح 5640 شخصاً، لكنها تتوقع زيادة النسبة مع اقتراب المعارك من المدينة. ويقيم في الموصل 1.5 مليون مدني، ويتحصن فيها بين 3000 إلى 4500 متطرف، بحسب التقديرات. وقال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن مسلحي «داعش» جمعوا 550 عائلة من قرى حول الموصل ويحتجزونهم قرب مواقع للتنظيم المتطرف داخل المدينة ربما لاستخدامهم كدروع بشرية.
وأعلن المفوض السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد رعد الحسين في بيان «نشعر بقلق بالغ حيال تقارير بأن «داعش» يستخدم المدنيين داخل وحول الموصل كدروع بشرية أثناء تقدم القوات العراقية وهو يبقي المدنيين قريباً من مكاتبه أو أماكن تجمع مقاتليه وهو ما قد يسبب ضحايا بين المدنيين، هناك خطر داهم من أن يستخدم مقاتلو التنظيم مثل هؤلاء الضعفاء ليس فقط كدروع بشرية بل قد يختارون أيضاً قتلهم عوضاً عن تحريرهم».
من جانبه، عبر وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر عن ثقته بإمكانية إشراك تركيا في الهجوم لاستعادة الموصل، رغم الخلافات بين بغداد وأنقرة، مضيفاً أنه عقب محادثات مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان توصلت أنقرة وبغداد إلى اتفاق من حيث المبدأ سيتيح لتركيا في نهاية المطاف لعب دور في حملة استعادة الموصل من «داعش».