حاوره - حذيفة إبراهيم
قال قائد السفينة العسكرية «بويوكادا» التركية القبطان بركة أوراز، إن القوات البحرية التركية تتطلع للمزيد من التعاون مع دول الخليج عامة ومملكة البحرين خاصة في مجال القوات البحرية، والصناعات العسكرية البحرية، مشدداً على أن القوات البحرية التركية مستعدة لأي مهام متى ما طلب منها ذلك.
وأضاف في لقاء مع «الوطن»، أن السفينة «بويوكادا» تأتي للمرة الثانية إلى البحرين، حيث كانت زيارتها الأولى في 11 مارس 2015، والتي استمرت لمدة 3 أيام، مشيراً إلى أن السفينة تجري تدريبات وتمرينات عسكرية سريعة حين تزور موانئ دول مجلس التعاون.
وفيما يلي نص الحوار:
- هذه الزيارة هي الثانية لكم إلى البحرين، ما أهدافها وكيف تقيمون زيارتكم الأولى لها؟
صحيح، هذه الزيارة هي الثانية بعد أن زرنا البحرين سابقاً في العام 2015 على ظهر السفينة «بويوكادا». فنحن في مهمة بالمنطقة تستمر لمدة شهرين، وتنتهي في 15 نوفمبر المقبل، حيث شاركت السفية في أهداف إنسانية في اليمن والصومال، كما شاركت سابقاً في هذه الأهداف الإنسانية.
كما تشارك السفينة سنوياً ضمن القوات المشاركة للقضاء على القرصنة في المنطقة، وهي ضمن مهامنا الرسمية المعلنة خلال زيارتنا للمنطقة. وبعد أن ننتهي من مهمتنا في محاربة القرصنة، نزور مختلف موانئ المنطقة لإجراء المزيد من التنسيق والتدريبات السريعة خلال زيارتنا لها.
ونهدف أيضاً من زياراتنا إلى استعراض قدرات «بويوكادا» التي تم تصنيعها وبناءها من قبل القوات البحرية التركية، ويمكننا تزويد أصدقائنا بالمنطقة بمثل هذه السفينة العسكرية.
-هل شاركتم بهذه السفينة بأي تدريبات عسكرية ضخمة في الخليج كالتي حدثت خلال الفترات الماضية؟
هذه السفينة تحديداً لم تشارك بأي تمرينات بحرية ضخمة خلال الفترة الماضية، وإنما جميعها صغيرة، إلا أن توجدنا كما ذكرت سابقاً للمزيد من التدريب والتنسيق.
فهذه المنطقة ليست ببعيدة عن تركيا وعننا كقوات بحرية تركية، ونحن نألفها بشكل كبير، كما أننا ضمن تحالفات عسكرية بحرية كبيرة هنا.
خلال زيارتنا هذه إلى البحرين أجرينا تدريبات عسكرية قصيرة، كمكافحة الحرائق، أو دورات في الاتصالات البحرية، إضافة إلى تدريبات CIC، وعند مغادرتنا للموانئ نجري تدريبات المغادرة والمرور مع مختلف القوات البحرية الموجودة في المنطقة، وهو ما يقوي أواصار التعاون العسكري بين القوات البحرية التركية والقوات الأخرى هنا.
ومن الجيد لنا في البحرية التركية أن نخوض تدريبات مشتركة، ونأمل أن يكون هناك المزيد منها خلال الفترة المقبلة. كما نأمل أن يتم إرسال ضباط مراقبين للتدريبات العسكرية البحرية التركية للمزيد من التعاون في مجالات التدريبات، إضافة إلى التعاون في مجال الصناعات العسكرية البحرية التي نحن بدأناها منذ زمن، فضلاً عن الخطط للتدريبات والقتال وغيرها، وجميعها تعتمد على مدى التعاون الكبير مع السلطات في أي دولة.
- بما أن تواجدكم في المنطقة سنوي ودائم هل لديكم أي خطط لفتح قواعد في الخليج أو البحرين تحديداً خصوصاً كون هذه المنطقة استراتيجية وتتعرض للعديد من التهديدات؟
لدينا أشبه بقاعدة بحرية صغيرة في دولة قطر، ومن المتوقع خلال الفترة المقبلة أن يتم إمدادها بقطاعات ووحدات عسكرية بحرية، ولكننا بالطبع سنتواجد هنا في الخليج، وقواتنا جاهزة لأي مهام.
نحن حتى الآن معنيون بالمهام الإنسانية ومحاربة القرصنة التي انضممنا لها، ولكننا بالتأكيد جاهزون سواء في السفينة العسكرية بويوكادا أو القوات العسكرية التركية لأي مهام تطلب مننا.
خلال زيارتنا لمملكة البحرين، زرنا القيادات العسكرية البحرية، إضافة إلى القائد العام لقوة دفاع البحرين المشير الركن خليفة بن أحمد آل خليفة، وكان اللقاء حميمياً جداً، وشهد أجواء إيجابية، تشكر مملكة البحرين عليها.
أكد لنا القائد العام لقوة دفاع البحرين المشير الركن الشيخ خليفة بن أحمد آل خليفة أن الأبواب مفتوحة للمزيد من التعاون مع القوات البحرية العسكرية التركية، وتبادلنا تطلعاتنا حول التعاون المطلوب بين البلدين.
- تحدثت عن أن «بويوكادا» هي من إنتاج تركي، ما هي قدراتها ومنذ متى بدأ هذا المشروع؟
الصناعة العسكرية التركية مرت بمراحل تطور كبيرة خلال الفترة الماضية وقفزت قفزات نوعية، فنحن الآن نسعى للاعتماد على أنفسنا بشكل كامل.
بالنسبة للسفينة «بويوكاد»ا، فهي الثانية من نوعها من هذا الفصيل من السفن العسكرية، وهناك اثنتان آخرتان في طور البناء والتطوير.
هذا المشروع كان طويلاً، حيث تم تصميمها وتطويرها بالكامل من قبل المهندسين الأتراك، كما إن قرابة 70% من المعدات والحساسات، والبرمجيات والتقنيات الموجودة عليها هي من صناعة تركية كاملة دون تدخل أي جهات آخرى، وهناك قطع أخرى بالتأكيد تمت الاستعانة بشركات خارجية للحصول عليها، وهو فخر كبير بالنسبة لنا.
كما تمت صناعة هذه السفينة في مركز التصنيع العسكري التركي، ومركز القوات البحرية للأبحاث والتطوير، ونحن الآن نطور المزيد من السفن والأسلحة التركية الصنع.
هذا النوع من السفن من المتوقع أن يغير المستقبل القريب، فهي سفينة متعددة الاستخدامات، وتستطيع تحمل كافة الأمور الحربية، فضلاً عن مواجهات الطائرات والسفن البحرية والغواصات، فضلاً عن تهديدات القراصنة، والتهديدات الإلكترونية.
ويمكن للسفينة أن تكون مركزاً للقيادة والتحكم في أي حروب أو مهمات يتم تنفيذها نظراً لتجهيزاتها العالية، إضافة إلى كونه يمكنها إجراء المسوحات المدنية والعسكرية، وتستطيع القيام بمختلف مهام الإنقاذ وغيرها من المهام الإنسانية.
كما تحدثت هناك سفينتان من نفس النوع في مرحلة البناء في مركز القيادة البحرية التركي، وهناك مشروعين آخرين أيضاً، الأولى لما تسمى بـ»فرقاطة تركيا» إضافة إلى فرقاطة I» وهي سفن عسكرية ستكون أكثر تطوراً، وأيضاً يتم بناؤها وتطويرها من قبل القوات البحرية التركية.