لن ننخدع مرة أخرى، فكل العبارات التي كان يرددها العاق هي مجرد نكت لكي يرضي بها قلوب من حوله.
أولئك الذين انغمسوا في شهوة يصعب علي ذكرها بين سطوري، فهو يصنع البسمة لهم ويعاقب والديه.
سخرية القدر، تلك الضحكات التي تخرج منه بصوت مرتفع والدموع تنهمر على وجنتيها، فدون رحمة ينظر إليها ويختفي أياماً.. فلم يبت اليوم بالمنزل ويأتي القلق يتسلل قلبها كأنها نست ما فعله بها قبل لحظة غيابه وانشغالها في أفكار أبعدتها عن العتاب.
ويأتي.. لتضمه كأنها هي من أذنبت بحقه وهو كالجبل دون مشاعر يقف، مشهد لن أقف عنده طويلاً، فكيف أصف نوعاً من أنواع العقوق في حق هذه الأم الخائفة على فلذة كبدها وهو بلا رحمة ولا رأفة؟!
مسكينة هي.. فكلما زادت في التعبير بحبها له، زاد قسوة لها فتظل تكفكف دمعها بالليل وتصبح على ابتسامة متناسية ما حدث لها.. فهل هي تدفع ضريبة لم ترتكبها يوماً؟ فلقد ولدت يتيمة الأب والأم وعاشت حياتها بين تنقل وضياع.. تقلبت على فراشها وهي تبكي منادية والديها داعية لهما بأن يعودا لها لكي تراهما وتذوق الراحة التي باتت حلماً تشاهده في عقلها الباطني لكي يريحها لفترة من الزمن.
قوية هي رغم ضعفها صلبة.. فهذه الصفعات علمتها الوقوف والنهوض والصبر، علمتها أنها إن لم تقف فإنها ستصارع الموت حتى الموت وستنتهي على حافة الهلاك من الهلاك.
سارة الكواري