ميونخ - أ ف ب: أعلنت الشرطة الألمانية أمس أن منفذ إطلاق النار في المركز التجاري في ميونخ مساء الجمعة الذي أوقع تسعة قتلى و35 جريحاً خطط لهجومه «منذ سنة».
وقال روبرت هايمبرغر قائد شرطة بافاريا خلال مؤتمر صحافي إن الشاب الألماني-الإيراني البالغ من العمر 18 عاماً الذي استدرج ضحاياه عبر فيسبوك «خطط لعمله هذا منذ سنة» ولم يختر ضحاياه بشكل محدد، وذلك بعدما ثبت أنه يعاني من اضطرابات نفسية وأعد لضربته واستدرجهم عبر موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي.
وأوضح قائد الشرطة أن «النتائج الأولى تشير إلى أنه كان مهتماً بهذا الحدث» حيث قام بزيارة المدينة والتقط صوراً قبل سنة «وخطط لاحقاً لارتكاب عمل» القتل الذي قام به. والصور التي عثر عليها في كاميرته تحمل تواريخ، ما أتاح للمحققين الحديث عن استعدادات استمرت عاماً.
وبحسب التحقيق فإن مطلق النار لم يستهدف بشكل محدد ضحاياه قرب المركز التجاري كما أوضح مدعي ميونخ توماس شتاينكراوس-كوخ خلال المؤتمر الصحافي نفسه.
وقال «ليس هناك أي شيء هنا ضد الأجانب» خلافاً لما تطرقت إليه وسائل الإعلام بخصوص الأصول الأجنبية للضحايا.
وقتل الألماني الإيراني ديفيد علي سنبلي (18 عاماً) في إطلاق النار تسعة أشخاص معظمهم من المراهقين وجرح 35 آخرين بينهم 11 إصاباتهم خطيرة، حسب حصيلة جديدة نشرتها الشرطة الأحد.
وأفادت الشرطة في حصيلتها الأخيرة أن بين القتلى تركياً واثنين من الألمان الأتراك وألمانيين اثنين ومجرياً وكوسوفياً ويونانياً وشخصاً بلا جنسية.
وقالت السلطات إن المهاجم مولود في ميونخ لأبوين قدما إلى ألمانيا في نهاية تسعينات القرن الماضي كطالبي لجوء.
وفتح الشاب النار مساء الجمعة على مجموعة أشخاص عند مغادرتهم مطعم ماكدونالدز ثم في مركز تجاري. وبعد ذلك أقدم على الانتحار فيما كانت الشرطة تتحرك لتوقيفه.
واستدرج الشاب الضحايا بعدما «قرصن» حساب فتاة على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي لدعوتهم إلى التوجه إلى أحد مطاعم ماكدونالدز. وذكرت وسائل الإعلام أن سنبلي وضع رسالة على فيسبوك قال فيها «أقدم لكم ما تريدون لكن بسعر غير باهظ».
وقال وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير إنها «طريقة خبيثة»، موضحاً أن الشاب كان ضحية مضايقات.
وتحدثت صحيفة «بيلد» عن فرضية أن يكون هاجم شباناً أجانب لأنه لقي معاملة سيئة وخصوصاً من قبل أتراك في مدرسته.
وقال أحد رفاقه في الصف لشبكة التلفزيون البريطانية «آي تي في» إنه كان يبقى وحيداً في أغلب الأحيان ولا يلقى تقديراً في المدرسة. وأضاف طالباً عدم كشف هويته «رأيته أمس، كان يبدو قلقاً وغريباً ولم ينظر إلي. عادة يلقي علي التحية».
وذكرت «بيلد» أنه ظهر في تسجيل فيديو وجه فيه شتائم للأتراك. وكان يرتاد مدرسة للتأهيل المهني في ميونخ.
ويفترض أن تحدد الشرطة كيف حصل على السلاح وهو مسدس من نوع غلوك-17 من عيار 9 ملم وصل إليه بطريقة غير مشروعة إذ إن رقمه التسلسلي متضرر. وقد عثر في حقيبة الظهر خاصته على حوالي 300 رصاصة مما يعني أن حصيلة الضحايا كان يمكن أن تكون أكبر من ذلك.
وكان الشاب يعيش مع والديه، ومهووساً بعمليات القتل الجماعية. وقد عثر المحققون في غرفته على وثائق حول بريفيك.
من جهة أخرى، ذكرت صحيفة بيلد أن السلاح الذي استخدم في ميونخ هو نفسه الذي كان بحوزة بريفيك وإن كان نوعاً منتشراً جداً من المسدسات.
وكان الشاب من هواة ألعاب الفيديو العنيفة، وهو عامل قد يكون «لعب دوراً في هذه القضية، على قول وزير الداخلية الذي انتقد بعنف «العدد غير المحتمل للألعاب التي تمجد العنف على الإنترنت والمضرة بتطور الشباب».
ومازالت ألمانيا تحت تأثير الصدمة بعد هذا الهجوم الذي سبقه قبل أربعة أيام فقط هجوم بساطور قام به في قطار في بافاريا طالب لجوء في السابعة عشرة من عمره وتبناه تنظيم الدولة الإسلامية.
وهذا الهجوم هو الثالث ضد مدنيين في أوروبا في أقل من عشرة أيام بعد اعتداء نيس (جنوب فرنسا) في 14 يوليو الذي أسفر عن سقوط 84 قتيلاً، والهجوم بساطور في فورتسبورغ.