عواصم - (وكالات): حذر موفد الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا من تعرض الكثير من المدنيين لخطر الموت جوعاً في سوريا إن تعذر إيصال المساعدات الإنسانية بسرعة إلى عدد من المدن، فيما تسبب النزاع الدامي الذي تشهده سوريا منذ مارس 2011 بمقتل أكثر من 280 ألف شخص، وفق حصيلة جديدة أوردها المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، في وقت قتل فيه 7 مدنيين وأصيب آخرون في ريف حلب شمالي سوريا نتيجة براميل متفجرة ألقتها طائرات النظام السوري على طريق الكاستيلو شمال المدينة، بينما قصف النظام بلدات بريف حلب الشمالي، في حين قالت قوات سوريا الديمقراطية إنها لا تخطط حالياً لمهاجمة مدينة الرقة معقل تنظيم الدولة «داعش» في سوريا.
وصرح دي ميستورا للصحافيين «هناك الكثير من المدنيين حالياً المهددين بالموت جوعاً، وكلهم مدنيون سوريون»، ذاكراً خصوصاً مدن وبلدات داريا ومعضمية الشام، قرب دمشق التي تحاصرها قوات الحكومة، وكفريا والفوعة، التي تحاصرها فصائل معارضة.
وأضاف دي ميستورا بعد اجتماع أسبوعي في جنيف لمجموعة العمل الأممية لتنسيق المساعدات إلى سوريا «هناك تقارير موثوقة بأن الأطفال في منطقة المعضمية بدأوا يعانون من سوء تغذية حاد».
من جهته قال نائب دي ميستورا ورئيس مجموعة العمل يان ايغلند للصحافيين أن شهر مايو الحالي شهد إيصال كمية ضئيلة من المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها.
وقال «تمكنا فقط من الوصول إلى 160 ألفاً من أصل مليون شخص أردنا وحاولنا الوصول إليهم براً في مايو».
وتقدر الأمم المتحدة عدد السوريين الذين يعيشون في مناطق محاصرة بأكثر من 400 ألف شخص معظمهم في مناطق تحاصرها قوات النظام. بالإضافة إلى ذلك يعيش أكثر من 4 ملايين شخص في مناطق يصعب الوصول إليها وتقع عموماً بالقرب من مناطق القتال وحواجز التفتيش. من جهة أخرى، أعلن دي ميستورا أمام مجلس الأمن أنه لا ينوي الدعوة لعقد جولة جديدة من محادثات السلام حول سوريا قبل أسبوعين او ثلاثة، حسب ما نقل عنه دبلوماسيون.
من جهة أخرى، تسبب النزاع الدامي الذي تشهده سوريا منذ مارس 2011 بمقتل أكثر من 280 ألف شخص، وفق حصيلة جديدة اوردها المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأفاد المرصد بتمكنه من توثيق مقتل «282.283 شخصاً منذ 18 مارس من عام 2011 حتى فجر أمس» مشيراً إلى أن بينهم «81.436 مدنياً ضمنهم 14.040 طفلاً».
وأحصى المرصد مقتل 48.568 مقاتلاً من الفصائل المعارضة والإسلامية وقوات سوريا الديمقراطية التي تشكل الوحدات الكردية المكون الأبرز فيها. في المقابل، قتل 101.662 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها بينهم 56.609 جندياً سورياً و1247 مقاتلاً من «حزب الله» اللبناني.
كما قتل 47.095 عنصراً من الفصائل المتشددة، بينهم مقاتلون من جبهة النصرة وتنظيم الدولة «داعش».
من جهة ثانية، شكلت سوريا العام الماضي البلد الأكثر خطورة للعاملين في القطاع الصحي الذين يقدمون خدماتهم في ظل الصراعات او في حالات الطوارئ، وفقاً لإحصاءات اصدرتها منظمة الصحة العالمية.
وسجلت منظمة الصحة العالمية 135 هجوماً العام الماضي في سوريا فضلاً عن أعمال عنف أخرى ضد العاملين في المجال الطبي أو سواه من المرافق الطبية، ما أدى إلى مقتل 173 شخصاً.