عبدربه علي ناصر


أكد رئيس قسم مكافحة الأمراض بإدارة الصحة العامة في وزارة الصحة الاستشاري عادل الصياد، أن ارتفاع نسبة معدلات التدخين في البحرين، أوجد سوقاً رائجاً على «الشيشة الإلكترونية» وزاد الطلب عليها بشكل كبير وسط المدخنين، مشيراً إلى أنها تقود نحو إدمان من نوع جديد.
وقال الصياد إن نسبة المدخنين بالبحرين ترتفع سنوياً، وأن معدل التدخين الكلي في البحرين يبلغ 19.9%، الذكور 33.4% مقارنة مع 7% بين الإناث، وأن هذه النسبة ارتفعت معدلاتها خلال السنين الماضية، خاصة لدى فئات الشباب والمراهقين.
وقال أحد الشباب الذين أدمنوا على تدخين الشيشة الإلكترونية «أدخنها بغرض المظاهر وجذب الانتباه (الشو) وليس من أجل الإقلاع عن التدخين، مضيفاً «لم أشعر أبداً أنها تؤثر سلباً على صحتي، لكنني لاحظت بأنني لا أستطيع تركها وقد اعتدت عليها بشكل غير طبيعي.
فيما ذكر شاب آخر»أنها لم تؤثر من الناحية المالية لدي، ولقد وفرت الذهاب إلى المحلات التجارية لشرائها. ومن ناحية أخرى وفرت لي النقود التي كنت أنفقها على السجائر والشيش التقليدية كل يوم، ولكن الأمر لم يقتصر على ذلك. ففي خلال فترة وجيزة من إدماني الشيشة الإلكترونية أحس بتعب شديد في صدري، فمنذ اعتيادي على تدخينها لم أستطع الاستغناء عنها أكثر بمعدل 10 دقائق في اليوم الواحد، وبعد التجربة لمدة شهرين بدأت أشعر بضيق في التنفس أكثر مما كنت أشعر به أثناء تدخيني للشيشة العادية.
واجتاحت «الشيشة الإلكترونية» في الآونة الأخيرة الأسواق، كخيار بديل عن السجائر والشيشة التقليدية، وهي عبارة عن جهاز إلكتروني يعمل بالبطارية لتسخين فتيلة تقوم بتبخير محلول يسمى بالعصير الإلكتروني (e-liquid e-juice) لينتج دخان كثيف يمكن مقارنته بدخان السجائر والشيش من حيث الكثافة إلا أنه ذو رائحة تختفي بسرعة ولا يحتوي على ثاني أكسيد الكربون، ويتم استنشاق الدخان وإخراجه عن طريق الفم، ويحتوي المحلول على نسبة من النيكوتين.
وتوفر الشيشه الإلكترونية تجربة شبية بتدخين السيجارة والشيشة والمعسل، وتساعد عن الإقلاع عنها بشكل سهل كما يفترض، لكنها في النفس الوقت تحول مدمن التدخين التقليدي، إلى مدمن تدخين الشيشة الإلكترونية، ولا تضمن عملية إقلاع عن النيكوتين بشكل تام، ولذلك تسمى ببديل للتدخين.
وبعد صدور قرار من وزير التجارة برفع الحظر عن الشيشة الإلكترونية، انتشرت بكثافة إعلاناتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وأبرزها انستغرام، ويقدر ثمنها بـ 60 ديناراً، ويباع معها محلول يصل سعره إلى 5 دنانير، وحجمه 20 ملل.
ويقول مسؤول بالشركة الموزعة للشيشة الإلكترونية إن لديهم أجود أنواع الزيوت وقطع الغيار الخاصة بالشيشة الإلكترونية، وحينما سألناه عن فوائدها، قال إنها وسيلة فعالة للإقلاع عن التدخين لأنها تحتوي على نسبة نيكوتين قليلة جداً إذا ما قورنت بالشيشة العادية أو السجارة التقليدية، غير أنها تمثل مشروع إدمان قائم بذاته.
وبالرغم من زيادة ظاهرة تدخين الشيشة الإلكترونية في أوساط المدخنين بغية الإقلاع عن التدخين، فإنهم تيقنوا أنها لا تغني عن الإدمان، ولا تخلو من مضار على الصحة العامة للإنسان، الأمر الذي يستوجب عمل محاضرات وورش تثقيفية وتوعوية للكشف عن مضارها على الصحة، للحد من انتشارها، سيما أن الشباب يستخدمونها كنوع من الاستعراض والتباهي فيما بينهم، الأمر الذي أدى سابقاً لانتشار تدخين السيجار بين الشباب بشكل عام والطلاب خاصة.