عصام المريسي


أكد رئيس تحرير صحيفة البلاد ورئيس مجلس إدارة جمعية البحرين للصحفيين مؤنس المردي أن الثورة التكنولوجيه لا يمكنها القضاء على الصحف المطبوعة إذا غيرت الصحف من طريقة أسلوبها في الكتابة من أجل أن توازي المنصات الإلكترونية في المكانة.
وكشف عن تراجع إقبال المؤسسات على الإعلان في الصحف بسبب عدم التوازن بين العرض والطلب، ما دفعها بالتالي لتغيير مكان الإعلان ليستهدف ويجذب جمهوراً أكثر وقراءً أكثر.
كيف كانت بداياتك في العمل الصحفي؟
كانت بداياتي في الثمانينات بالمرحلة الثانوية حيث بدأت أكتب وأتفاعل مع بعض القضايا المحلية وكتبت موضوعاً في بريد القراء بصحيفة الأضواء آنذاك، فوجدت أن الهواية لا تمنعني في المواصلة في هذا المجال.
وبعدها توجهت للدراسة في أمريكا تخصص إدارة أعمال في قسم الطباعة وفي الغربة بدأت أرسل بعض المساهمات بالاعتماد على الصحف البحرينية التي كانت تصلني ولكنها كانت أخباراً غير آنية لعدم وجود الإنترنت وقتها، وفي العام 1990 بدأت العمل بشكل رسمي في صحيفة الأضواء.
ماذا أضاف لك العمل الصحفي في حياتك اليومية؟
أضاف لي الثقافة المعلوماتية التي دفعتني للبحث أكثر ومعرفة كل ماهو جديد في الحياة والمستقبل الذي سنعيشه، ومن جانب آخر يجب أن تعش المهنة من أجل أن تمارسها، كما أعطتني العلاقات والمعرفة والعمق والتحليل في كل ماهو جديد ووجدت مجهودي من خلال توصيل الحقائق والمعلومات للمجتمع ووجدت ذلك من خلال ممارستي لمهنة الصحافة.
ماذا أخذ منك العمل الصحفي في حياتك اليومية؟
مهنة الصحافة تأخذ مني الكثير من وقت جلوسي مع عائلتي وأهلي، فأصبحت مهنة الصحافة حكراً على حياتي اليومية ولكن أجد فيها راحتي ومتعتي العملية.
حدثنا عن الصحافة والدور البارز الذي تلعبه في الوقت الحالي؟
الصحافة شيء لا بد منه فهي أساس الإعلام وأوصانا ديننا الكريم في أول نزوله بـ «اقرأ»، فأصبحت الكتابة والقراءة جزءاً تفرعت منه الصحافة اليوم.
كما شهد لنا تاريخ الصحافة الطويل بأهميتها والدور الذي تلعبه في نقل الوعي ونقل الأحداث والأخبار، ورغم التحدي الذي تواجهه الصحافة من وسائل التواصل الاجتماعي إلا أنها كافحت واستمرت فأصبحت جزءاً مكملاً في وسائل الإعلام الإلكتروني والمكتوب، كما قامت الصحافة بربط الشعوب فيما بينهما كما زادت العلاقات والمعرفة بين الناس وربطت العالم لتجعله منها أشبه بقرية صغيرة.
ماهي الصعوبات التي تواجهه الصحافة المطبوعة والمقروءة اليوم؟
تقسمت الصعوبات إلى جزأين منها الصعوبات المهنية والصعوبات الأمنية، فأنا أتحدث عن الصحافة بشكل عالمي، الحصول على الخبر فعندما يتواجد الصحافي في مكان الحدث مثل الحروبات والنزاعات تصبح حياته مهددة بالخطر سواء الصحفي الذي يكتب الخبر أو الذي يغطيه.
ولا يمكننا أيضاً، أن ننسى عاصفة الحزم وكم قدمت من شهداء وصحافيين واندرجت الصعوبات التقنية من أبرز الصعوبات التي تواجه الصحافة فسرعة تداول الأخبار وانتهاءها يؤثر سلباً على الصحافة المطبوعة التي تصدر كل يوم، كما جاءت قلة التمويل وقلة الإعلانات أيضاً فالصحف تعتمد اعتماداً كلياً في الاستمرار على الإعلانات فقلة إقبال المعلنيين عليها أصبح من أبرز المشاكل والصعوبات.
ماهو مستقبل الصحافة في البحرين؟
أنا شخص متفائل، وتفاؤلي لم يولد من عدم لكنّ هناك تاريخاً تستند عليه الصحافة وقد بدأ منذ ثلاثينات القرن الماضي يبين كيف بدأت الصحافة وما وصلت إليه وما لها من فضل كبير وأساسي في نقل الخبر وعبرت الصحافة تحديات كبيرة وصعوبات متنوعة، ولكن تطورت على المستوى العالمي والمهني والفكري الذي زاد من قوة الصحافة، كما إن هناك صحفاً درست لها رؤية ساعدتها على الاستمرار وبما أن هناك ديمومة في الفكر والعلم فستستمر الصحافة.
هل هناك حلول لإنقاذ الصحافة الحالية من الإغلاق؟
نعم ؟ هناك حلان في البداية هناك صحف مستمرة على السير فلو قدمت الدولة دعماً وتمويلات للصحف أو ازداد الطلب على الإعلانات فستستمر الصحافة، أما الحل الآخر فيتمثل في تغير حركة العرض والطلب في السوق وفي النهاية البقاء للأقوى.
برأيك لماذا تناقص عدد قراء الصحافة المطبوعة؟
لسببين الأول الثورة التكنولوجية التي زادت من مصادر نقل الخبر والسبب الآخر عدم توافر النسخ المصورة على الإنترنت مجاناً، وهذا من أبرز الأسباب التي جعل عدد قراء الصحف الورقية في تناقص بالعالم.
فيجب أن يكون هناك تعامل مع مواقع الإنترنت للصحيفة، ولدي إيمان أن الثورة التكنولوجية لا يمكنها القضاء على الصحف المطبوعة إذا غيرت الصحف من طريقة أسلوبها في الكتابة من أجل أن توازي المنصات الإلكترونية في المكانة.
هل تعتبر الصحافة مكاناً لحرية التعبير؟
جزء منها كبير فهي تشابه وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن الحرية في حدود المسؤولية التي لا تسبب مشكلة معينة.
ما هي جمعية البحرين للصحفيين وماذا تقدم للصحفيين؟
هي جمعية تعتبر الممثل الأول للصحافيين في البحرين والتي تعنى بشأن حمايتهم ومن يتعرض لهم، وتعمل على تطوريهم مهنياً بشكل شهري وتقيم الندوات والورش ومختلف الأنشطة وتعتبر البيت الصحافي للصحافيين.
ماهي المشاكل التي قد تواجه الصحفيين أثناء تأديتهم عملهم الصحافي؟
الحصول على المعلومة بشكل سريع، ولكن وضعت قوانين تساعد الصحافي في حصوله على المعلومة بشكل سريع.
الكثير يجد مهنة الصحافة صعبة، ما رأيك؟
هناك مقولة قديمة تقول إنها «البحث عن المتاعب»، فالثورة التكنولوجية أصبحت تؤثر سلباً حيث إن تعدد مصادر الحصول على المعلومة دفع الكثيرين من الناس بالظن أن مهنه الصحافة مهنة متعبة.
نرى تراجعاً في إقبال المؤسسات على الإعلان بالصحف، لماذا؟
بسبب التوتر في حركة العرض والطلب في السوق، ما دفع المؤسسات إلى تغيير مكان الإعلان ليستهدف ويجذب جمهوراً أكثر و قراء أكثر.