أكد سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الاتحاد البحريني لألعاب القوى «أن شهداءنا سيظلون منبراً خالداً في مملكتنا لأنهم قدموا في سبيل أمن واستقرار الوطن أعز ما يملكون، الأرواح والأنفس الغالية تأكيدا منهم على أن الوطن غالٍ ولا يقدر بثمن وترخص من دونه الأنفس والدماء العزيزة».
وأشار سموه إلى أن الفنون جميعها والفن التشكيلي تحديداً، أكثر ما يعبر عن حقيقة المشاعر التي تختلج في النفس وبما ترسخ في ذاكرة الأجيال المقبلة لصور الشهداء والأبطال فيتحول هذا الفن الجميل إلى أدب وطني يتمتع بخصوصية تعلي من شأن البطولة والبسالة والاستشهاد في سبيل الوطن».
جاء ذلك في تصريح لـ»بنا»، بمناسبة افتتاح معرض «هالات» الخيري بعنوان عطاؤهم_روى_الكثير، مشيداً سموه بمبادرة الفنانة التشكيلية هالة الناصر لإقامة هذا المعرض التشكيلي، وما ينطوي عليه من إحساس عالٍ بالمسؤولية الوطنية تجاه أغلى وأعز ما لدينا وهم أبناؤنا الشهداء والأبطال وأسرهم التي أنجبتهم.
وبين سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة أن معرض هالات الخيري بعنوان «عطاؤهم_روى_الكثير»، هو توثيق حي لمرحلة مهمة في تاريخ مملكتنا الغالية والتي تؤرخ إلى لهذا الحدث العظيم المتمثل في استشهاد هذه الكوكبة من أبناء البحرين في معارك دعم وتثبيت الشرعية في اليمن الشقيق، ودفاعا عن أمن منظومتنا الخليجية من كيد العداء». وأشار سموه إلى أن مثل هذه المبادرات الثقافية والفنية الرائعة تخلق الألفة والمودة بين المواطنين وأسر الشهداء والأبطال، وتشعر كل الأسر في مملكتنا الغالية بضرورة غرس قيم الانتماء والولاء لها وإلى مليكها المفدى، في نفوس أبناءنا الصغار حتى ينشؤوا على نكران الذات والتضحية من أجل مملكة البحرين الغالية والعزيزة على كل من يعيش على أرضها».
ونوه سموه بما اشتمل عليه المعرض الفني التشكيلي للفنانة هالة الناصر من إبداعات انسانية رائعة جسدت كل ما احتواه الشعار من معنى العطاء للوطن «عطاؤهم_روى_الكثير»، وتأثير هذا العطاء على الحاضر والمستقبل، ومملكتنا العزيزة تخوض معارك البناء والتطوير والتحديث في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية والثقافية، وبفضل الله تحقق الانتصارات والإنجازات على كافة الصعد.
ودعا سموه الفنانين والمبدعين في سائر مجالات الابداع الإنساني للنظر إلى مبادرة الفنانة هالة الناصر المتمثلة بمعرضها التشكيلي «عطاؤهم_روى_الكثير»، والاستفادة منها في عمل مبادرات إبداعية في مجالات فنية مختلفة تهدف إلى ترسيخ حب الوطن في نفوس المواطنين، وتكريس مفهوم دفع ضريبة الدفاع عن وطننا الغالي البحرين وعن منظومتنا الخليجية والعربية، في جميع المجالات، مستشعرين بأن من فقدناهم هم شهداؤنا وأهلنا، وهم ثلة من الأبطال الذين نفتخر بهم وبإنجازاتهم العظيمة.
ومنذ أن ارتقى شهداء البحرين البواسل إلى المكانة السامية التي نالوها بدمائهم الطاهرة في ميادين الشرف والعزة والكرامة في اليمن الشقيق وعبق الشهادة يعطر سماء البلاد بمدنها وقراها وفرجانها، ويزرع على أرضها قيم التضحية والفداء من أجل البحرين العزيزة والغالية.
وقال سموه، إن القيادة الحكيمة وعلى رأسها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، يوم أن وجه جلالته بتخصيص يوم وطني للاحتفاء فيه بذكرى شهداء الوطن، تقديراً ووفاءً لما قدموه من تضحيات حتى بذلوا أرواحهم الطاهرة في سبيل أداء واجبهم الوطني في أسمى صوره، قدم لنا جلالته الدرس البليغ في معنى الاحتفاء بالشهداء وتقديرهم وإجلالهم والاعتزاز بهم والاهتمام بأسرهم.
وفي يوم الشهيد الأول يوم 17 ديسمبر من العام الماضي وفي الاحتفال بهذه المناسبة الجليلة قال جلالة الملك المفدى «إن كل واحدٍ من شهدائنا الأبطال هو موضع اعتزازنا، وفخرٌ لأُسرهم وذويهم وإخوانهم في السلاح، حيث وهبوا أرواحهم فداءً لوطنهم لتظل راية البحرين خفاقةً شامخة بين الأمم، وسطروا تاريخاً مجيداً من البطولات خلدت أسماءهم وأسماء أسرهم فكانوا فخراً لوطنهم ولأهلهم، فكل شهيد بحريني هو ابن لكل الأسر البحرينية في وطننا الواحد المتضامن».
ومن هذا المنطلق الوطني والسامي يعلمنا قائد مسيرتنا الظافرة جلالة الملك المفدى قيمة الاعتزاز بالشهداء، وتوثيق مجاهداتهم وبطولاتهم والاهتمام بذويهم وأسرهم، من أجل استمرار مسيرة البناء الوطني سار سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، رئيس الاتحاد البحريني لألعاب القوى في طريق جلالة الملك المفدى القائد الأعلى تنفيذا لتوجيهات جلالته، سيما وأن سمو الشيخ خالد بن حمد مقاتل صنديد عرفته ميادين القتال في أكثر من محور بعاصفة الحزم، يدرك بأن أُسر الشهداء وذويهم لا يقلون بطولة عن أبنائهم فقد ضربوا أروع الأمثلة في حب الوطن بثباتهم وروحهم الوطنية العالية. ومن هنا رعى سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، العديد من الفعاليات التي تترجم توجيهات جلالة الملك المفدى في ترسيخ قيم البطولة والفداء، ويوم الثلاثاء الماضي بفندق الزلاق سوفتيل كانت أسر شهداء الواجب والمدعوون على موعد جديد مع الاحتفاء بهم وبمن صعدت أرواحهم الطاهرة إلى عنان السماء، وذلك عبر الاحتفالية التي أقيمت تحت شعار «عطاؤهم_روى_الكثير»، للإعلامية والفنانة التشكيلية السعودية هالة الناصر، التي قدمت خلاله لوحات تشكيلية لتخليد ذكرى جنودنا البواسل وشهداء الواجب، والذي خصص ريعه لأسر الشهداء بالمملكة، ويستمر حتى 2 يونيو المقبل.
يذكر أن الأطفال هم عطر الحياة، ورجال وأبطال المستقبل المشرق الذي نرى من خلاله البحرين الغالية وقد سمت في الأعالي مع الدول المتقدمة، لذلك قدم سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة أعز ما عنده، وهو نجله سمو الشيخ فيصل بن خالد بن حمد آل خليفة لافتتاح المعرض نيابة عن سموه، حيث مثل حضور سمو الشيخ فيصل معنى كبيراً لأبناء شهداء الواجب بـ «عاصفة الحزم» و»إعادة الأمل» الذين هم في سن الطفولة والبراءة.
كما إن تواجد الأطفال والكثير منهم باللباس العسكري، أعطى الاحتفالية نكهة خاصة تترجم ثبات أسر الشهداء على المبدأ، والاعتزاز بشرف الجندية، والفخر بآبائهم الشهداء، والدفاع عن الأرض والشرف والكرامة.
وفي هذا الحفل الكبير، قيمة ومعنى طافت أرواح الشهداء في القاعة الكبيرة مع أبنائهم وبناتهم وكانت لحظات اختلطت فيها مشاعر الحزن والفرح عندما كرم مساعد رئيس هيئة الأركان للقوى البشرية بقوة دفاع البحرين اللواء الركن الشيخ علي بن راشد آل خليفة، ما جعل دموع مُقدمة الحفل تنزل بلا استئذان كلما نادت على اسم أسرة واحد من الشهداء ليتسلم اللوحة التشكيلية المهداة لهم من الفنانة التشكيلية السعودية هالة الناصر.
يذكر أن احتفالية «هالات»، جسدت التلاحم الكبير والحميم بين المملكتين الشقيقتين البحرين والمملكة العربية السعودية، من خلال التواجد الشعبي السعودي من الأسر والشخصيات الإعلامية والأطفال الذين قدموا فقرة جميلة تحدثت عن حب الأوطان والفداء والتضحية من أجل أمنها واستقرارها، نالت أعجاب الجميع من الحضور.
ومن خلال جولة على المعرض عبرت أسر شهداء الواجب بـ «عاصفة الحزم» و»إعادة الأمل» والمسؤولين بقوة دفاع البحرين والضيوف من الصحافيين والإعلاميين والفنانين التشكيليين من الشقيقة السعودية ومن البحرين، عن إعجابهم بما احتوى عليه المعرض للفنانة الناصر من رمزية ورسائل إنسانية ووطنية وتعميق لمفهوم التضحية من أجل الأوطان، مشيدين برعاية سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، رئيس الاتحاد البحريني لألعاب القوى.
وعبر الكثير من الحضور عن إعجابهم بالمادة الإعلامية من أفلام وأناشيد عسكرية هزت مشاعرهم لما فيها من صور زاهية للعسكرين في وحدات المختلفة الجوية والبرية والقوات الخاصة والبحرية، والمواقف البطولية في ساحات المعارك، أكدوا أنها تحبب المشاهدين يفخرون ويعتزون بأبنائهم المنخرطين في قوة دفاع البحرين، وتشجع الأبناء على الانخراط في المؤسسة العسكرية من أجل حماية الأرض من كيد الأعداء.