عواصم - (وكالات): حمل وزير الخارجية السعودي عادل الجبير النظام السوري مسؤولية خرق الهدنة في حلب شمال سوريا، حيث جدد النظام قصف مناطق بالمدينة وريفها، ما أسفر عن مقتل وإصابة مدنيين، في حين قتل العشرات في قصف جديد شنته طائرات حربية تابعة للنظام على مخيم للنازحين في بلدة سرمدا بريف إدلب الشمالي عند الحدود مع لواء إسكندرون التركي.
وخلال مؤتمر صحفي مع نظيره النرويجي، ألقى الجبير بمسؤولية خرق الهدنة في حلب على النظام السوري، وندد بقصف النظام للمستشفيات والأهداف المدنية. وجدد الجبير التأكيد على أن السعودية ترى أنه لا مكان لبشار الأسد في مستقبل سوريا، مضيفاً «سواء تم ذلك عبر المسار السلمي أو عبر غيره إذا لم توجد الحلول السلمية». من جانبه، قال رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة بجنيف أسعد الزعبي أن هناك خطة أخرى لحرب جديدة في حلب بعد فشل النظام السوري في اقتحام المدينة. وأضاف الزعبي أن اتفاق الهدنة في حلب قرار سياسي بين وزيري الخارجية الأمريكي جون كيري والروسي سيرغي لافروف، وهو وسيلة للسيطرة على حلب وتدميرها، وفق قوله.
وكانت الخارجية الأمريكية قد أعلنت في بيان لها أن واشنطن وموسكو توصلتا إلى تفاهمات على توسيع نطاق اتفاق وقف الأعمال القتالية، بحيث يشمل الاتفاق مدينة حلب والمناطق المجاورة. ورحب كيري أمس باستئناف اتفاق وقف الأعمال القتالية، وقال إنه يتوقع من جميع الأطراف الالتزام به، مضيفاً أنه من المهم أن تضاعف روسيا الجهود للضغط على الأسد للالتزام بالترتيب الجديد، في حين تقوم واشنطن بدورها مع قوات المعارضة. وبعد سريان الهدنة، أفادت مصادر بتعرض مناطق في خان طومان بريف حلب لقصف بـ «البراميل المتفجرة»، كما تم استهداف حي الراشدين جنوب حلب مما أوقع جرحى، بينما قتل شخصان في الريف الجنوبي جراء استهداف دبابة تابعة للنظام سيارة مدنية.
وقالت المصادر إن فصائل المعارضة المسلحة استهدفت تجمعات لقوات النظام في ريف حلب الغربي بينها سيارة محملة بجنود نظاميين، واعتبرت المعارضة ذلك ردا على قصف شنته طائرات روسية وأخرى تابعة للنظام الحاكم على أحياء عدة في حلب.
من ناحية أخرى، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ضربات جوية على مخيم للنازحين السوريين أسفرت عن مقتل 28 شخصاً بالقرب من الحدود التركية فيما دار القتال في مناطق أخرى من شمال سوريا على الرغم من اتفاق مؤقت لوقف الأعمال القتالية في مدينة حلب.
وقال المرصد السوري إن نساء وأطفالاً من بين القتلى وإن عدد القتلى من الضربات الجوية التي استهدفت المخيم بالقرب من مدينة سرمدا سيرتفع على الأرجح. وتقع سرمدا على بعد نحو 30 كيلومتراً غرب حلب.
في غضون ذلك، نقلت وسائل إعلام سورية عن الأسد قوله إن بلاده لن تقبل بأقل من «الانتصار النهائي» على مقاتلي المعارضة في أنحاء البلاد.
وفي برقية إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شكر فيها موسكو على دعمها العسكري قال الأسد إن الجيش لن يقبل بأقل من «تحقيق الانتصار النهائي» و«دحر العدوان».
من جهة أخرى، قتل 10 مدنيين وأصيب 40 في تفجيرين استهدفا بلدة المخرم الفوقاني في محافظة حمص وسط سوريا.
إلى ذلك، سيطر تنظيم الدولة «داعش» وبعد 3 أيام من المعارك العنيفة مع قوات النظام المدعومة بغطاء جوي روسي على حقل الشاعر للغاز في محافظة حمص.