أكد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء أن يوم الصحافة البحرينية هو تعبير عما نكنه من احترام وتقدير لأصحاب المواقف والأقلام الوطنية، هذه النخبة الفاعلة التي تحمل فكراً مستنيراً يضيء الدروب لمواصلة مسيرتنا التنموية ويعزز من قيمنا الأصيلة ووحدة وتماسك مجتمعنا.
وأشاد سموه، بما وصلت إليه الصحافة البحرينية من مستويات متقدمة في التطور والحرية المسؤولة، مرتكزة في ذلك على إرث عريق من المهنية أرسته أجيال حملت بكل أمانة ومسؤولية مشاعل التنوير في المجتمع.
وأعرب سموه عن الفخر والاعتزاز بالدور الذي تقوم به صحافة البحرين في الدفاع قضايا الوطن وأمنه واستقراره بقوة وحيوية، باعتبارها صوت الحق الذي يصدح بحقيقة ما تشهده البحرين من تطور وازدهار، وتصديها بكل شجاعة ووطنية لكل حملات التشويه.
ودعا سموه جموع الصحفيين إلى تغليب المصلحة العليا للوطن في كل ما يطرح من موضوعات، وأن يكونوا أكثر حرصا على تسخير أقلامهم في كل ما يدعم وحدة وتماسك المجتمع.
وتوجه صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء بخالص التهاني إلى جميع العاملين والمنتسبين للحقل الصحفي والإعلامي بمناسبة يوم الصحافة البحرينية، الذي يصادف غداً السبت، مؤكداً سموه أن هذا اليوم سيظل مناسبة نحتفي فيها بما يقدمه أبناء هذه المهنة من عطاء متجدد لصالح الوطن يستمد قيمه ومبادئه من أهداف رسالة مهنة الصحافة النبيلة.
وأشاد سموه في تصريح له بهذه المناسبة بالمضامين السامية التي جاءت في الرسالة التي وجهها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، والتي تشكل رؤية عصرية متقدمة من شأنها أن تعزز من المكتسبات التي تحققت للصحافة والصحفيين في مملكة البحرين.
وأكد سموه أن حرية التعبير مكرسة في الدستور وهي من ثوابت مجتمع البحرين المنفتح، مشددا سموه على إنه لا يمكن لأي مجتمع أن ينمو ويتطور وترتفع قيمه ما لم يرتكز على أسس سليمة من حرية الرأي والتعبير.
وأضاف صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، أن الاحتفال بيوم الصحافة البحرينية فرصة لتجديد عزم مملكة البحرين والتزامها الدائم بمواصلة دعم حرية الرأي ‏والتعبير ضمن إطار الحرية المسؤولة، والارتقاء بالعمل الصحفي والإعلامي بالشكل الذي يدعم مسيرة التنمية والتطوير التي تشهدها المملكة.
وقال سموه: «إن لدينا من الأسباب الكثير الذي يجعلنا نشعر بالفخر والاعتزاز برجال الصحافة والإعلام بمواقفهم الوطنية التي مدت استطالاتها الرائعة تجاه الوطن وشعبه».
وأضاف سموه: «أن هؤلاء الكتاب أقلام وطنية رائعة، وإن كل كلمة حرة تكتب في صحافتنا الوطنية وكل طرح هادف هو مصدر إلهام يسترشد به المجتمع في تقدمه نحو الأفضل».
وعبر سموه عن فخره واعتزازه بما يتسم به كتاب الرأي والأعمدة والصحفيين من إحساس عال بقضايا الوطن، وصلتهم الوثيقة بكل ما في المجتمع ومسايرتهم تطوره وتقدمه. وقال سموه «إننا أمام نخبة نعتز بها وبعطاءاتها ونطمئن إلى آرائها».
ودعا صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء إلى أن تكون الكلمة الواعية والمسؤولة، وسيلة للتنوير وتقوية تماسك ووحدة المجتمع، قائلاً سموه «نحن معكم ونشد على أيديكم، فغايتنا جميعاً هي النهوض بالوطن على كافة المستويات».
واستذكر سموه في هذه المناسبة بكل التقدير عطاءات رواد الصحافة والإعلام في البحرين، وقال سموه: «إن ما وصلت إليه صحافتنا اليوم من تطور واسع هو نتاج عمل كبير تعاقبت عليه أجيال من العاملين في الصحافة والإعلام، حيث أسهم كل في موقعه في إرساء هذا التطور الذي وصلنا إليه اليوم.
وأكد سموه أن مسؤولية الكلمة أمانة يتحملها أصحاب الأقلام لتأثيرها في تشكيل الوعي العام وتوجهاته، وهو ما يستلزم أن يتحلى العاملون في هذه المهنة بالدقة والموضوعية فيما يتم تداوله من معلومات، بما يحقق الرسالة النبيلة لمهنة الصحافة.
وقال سموه: «إن الصحافة لن تكون صوتاً منفرداً وستظل موضع عناية وتشجيع وتقدير منّا، بما يتيح لها جواً طبيعياً من التفكير والإبداع».
صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء أكد: «أنه لابد لنا من وقفة مع كل عمل قمنا به لنتبين مواقع التقدم التي تحققت، أو التعثر الذي واجهنا، والعمل على تجاوز أية عقبة تقف في طريق المستقبل والغايات التي نرجوها».
وقال سموه: «إن ما يهم أي مجتمع اليوم هو أمنه واستقراره، وعلينا أن نعمل جميعاً على حماية الإنجازات التي تحققت من أية مخاطر سواء في الحاضر أو المستقبل».
وأكد سموه أن لإسهام الصحافة أثراً كبيراً في تزايد الوعي بمختلف الظروف التي مر بها المجتمع. كما أن وسائل التواصل الاجتماعي، التي يلتزم المشاركون فيها بالمصداقية، أسهمت هي الأخرى في إتاحة الوصول إلى شرائح واسعة من المجتمع، وعملت على تجسير هذه الصلة.
وحيا سموه الجهود المبذولة لتطوير العمل الصحفي ومواكبة روح التجديد والابتكار الحديثة وبناء أجيال واعدة ترفد المجال الصحفي بكفاءات متميزة، تساهم بدورها في جهود البناء والتنمية الشاملة، والحفاظ على أمن الوطن واستقراره، وخدمة تطلعات المجتمع نحو المستقبل‎.
وجدد سموه الدعوة إلى إعداد وتأهيل جيل صحفي وإعلامي يؤسس لمرحلة ومسؤولية جديدة للوطن والمجتمع، مشدداً سموه على أهمية الحفاظ على تماسك الجسم الصحفي والعمل على تقويته ليرتقي بمهنة الصحافة ويعظم من تأثيرها في نهضة وتطور المجتمع.
وأكد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء أن التحديات التي تشهدها المنطقة والعالم، تتطلب خطاباً إعلامياً فاعلاً وموضوعياً، يبتعد وينأى عن كل ما يلحق الضرر بمجتمعاتنا وشعوبنا التي تحتاج الآن، وأكثر من أي وقت مضى، إلى التضافر والتكاتف من أجل حماية حاضرها وصون مستقبلها من كل ما يتهددها من مخاطر.