عواصم - (وكالات): احتُجز عشرات الآلاف من المدنيين قرب الحدود التركية بعد فرارهم من محافظة حلب، حيث تشن قوات الرئيس بشار الأسد هجوماً واسعاً بدعم جوي روسي، في وقت عقد مجلس الأمن الدولي جلسة مشاورات تتناول الوضع في سوريا.
وقدم الموفد الدولي الخاص ستافان دي ميستورا تقريراً إلى مجلس الأمن عن ظروف تعثر محادثات جنيف المعلقة حتى 25 فبراير الحالي، استبقه بالإشارة إلى إمكانية استئناف المحادثات قبل ذلك الموعد، ومؤكداً أن هدف التفاوض «التوصل إلى حل».
وفي منطقة إعزاز شمال البلاد قرب الحدود التركية، وجد عشرات الآلاف من المدنيين أنفسهم عالقين عند معبر باب السلامة مع استمرار السلطات التركية في إقفال الحدود.
وفر نحو 50 ألف شخص، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، منذ الاثنين الماضي من بلدات ريف حلب الشمالي، حيث تواصل قوات النظام هجوماً واسعاً بداته الاثنين الماضي بغطاء جوي روسي.
وحققت القوات تقدماً إضافياً بسيطرتها على بلدة رتيان وقرية ماير القريبتين من بلدتي نبل والزهراء اللتين دخلتهما أمس الأول، وكانت هاتان البلدتان الشيعيتان محاصرتين من فصائل مقاتلة معارضة منذ عام 2012.
وبحسب المرصد، ترافقت الاشتباكات التي يشهدها الريف الشمالي لحلب، مع قصف كثيف من الطائرات الروسية بالإضافة إلى مدفعية قوات النظام.
وأفاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن بـ «حركة نزوح كبيرة للأهالي من بلدات عندان وحريتان وحيان وبيانون التي تسيطر عليها الفصائل المقاتلة»، هرباً من القصف وخشية سقوط مناطقهم في يد الجيش. وأضاف «باتت هذه البلدات شبه خالية من المدنيين».
وقتل أكثر من 120 مقاتلاً يتوزعون مناصفة بين قوات النظام السوري والفصائل المقاتلة المعارضة خلال تجدد الاشتباكات بين الطرفين داخل بلدة رتيان الواقعة في ريف حلب الشمالي، وفق ما أعلن المرصد.
واتهمت تركيا التي تستضيف نحو 2.5 مليون لاجئ سوري حلفاء النظام السوري بالمشاركة في «جرائم الحرب أيضاً»، في إشارة إلى روسيا.
وأعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن «10 آلاف لاجئ جدد ينتظرون عند بوابة كيليس بسبب الغارات الجوية والقصف على حلب»، مضيفاً أن «بين 60 و70 ألف شخص يتحركون من المخيمات شمال حلب نحو تركيا».
وتمكنت قوات النظام السوري مدعومة بقصف جوي روسي كثيف من قطع طريق إمداد رئيسة للفصائل المقاتلة المعارضة يربط مدينة حلب بالريف الشمالي حتى تركيا.
وقال مصدر عسكري سوري ميداني إن «بلدتي نبل والزهراء المواليتين فيهما خزان بشري كبير وستشكلان منطلقاً للعمليات العسكرية في المحافظة في الأيام المقبلة». ويعد هذا التطور الأبرز ميدانياً في محافظة حلب منذ 2012.
وفي الجنوب، سيطرت قوات النظام بدعم من الطائرات الروسية ومقاتلي «حزب الله» اللبناني على بلدة عتمان الاستراتيجية في محافظة درعا إثر 48 ساعة من الاشتباكات العنيفة ضد الفصائل المقاتلة، وفق المرصد.
وتقع البلدة الاستراتيجية شمال مدينة درعا وعلى طريق قديم يربط المدينة التي تسيطر قوات النظام على جزء منها بالعاصمة.
في شان متصل، بدأت مؤشرات خسائر «حزب الله» في المعارك الأخيرة التي شهدتها المناطق السورية، خاصة المعارك التي شهدها ريف حلب الشمالي بالظهور من خلال ما يتسرب من أسماء قتلى سقطوا في صفوفه في هذه المعارك، ومن بينها أحد قادته العسكريين.
وأول الأسماء التي تم رصدها من مصادر متابعة كانت الكشف عن مقتل العنصر علاء خيرالله نون من بلدة الحويك، من دون تحديد مكان مقتله.
وامس كشف عن سقوط 3 قتلى، اثنان منهم من بلدة مشغرة في البقاع الغربي وصف أحدهم «القائد»، وهو حيدر فريز مرعي ومعه العنصر حسين حسن جواد خلال مشاركتهما في القتال في منطقة نبل والزهراء شمال حلب. وتحدثت مصادر أخرى عن سقوط قتيل آخر هو علي موسى نصور من منطقة برج البراجنة في ضاحية بيروت الجنوبية.
وتتوقع المصادر أن ترتفع أعداد القتلى في صفوف «حزب الله» لجهة حدة المعارك التي شهدها ريف حلب الشمالي وأعداد المقاتلين الذين حشدهم الحزب لخوض هذه المعركة. من ناحية أخرى، قال البيت الأبيض، إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يرحب بإعلان السعودية تعزيز مشاركتها في القتال ضد تنظيم «داعش» في سوريا.
وكان المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، العميد الركن أحمد عسيري، أعلن أن السعودية على استعداد للمشاركة في أي عملية برية ضمن التحالف الدولي في سوريا، وذلك خلال مقابلة خاصة مع قناة «العربية».
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إيرنست، إن الإعلان السعودي جاء استجابة لطلب وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر للشركاء في التحالف لزيادة مساهماتهم في قتال التنظيم المتشدد.
وأضاف إيرنست «لذا فإننا نرحب بالتأكيد بإعلان شركائنا في السعودية عن استعدادهم لتعزيز مشاركتهم عسكرياً في هذا الجهد».
من جهة اخرى، رد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان على ما اعلنته وزارة الدفاع الروسية لناحية أن لديها «أسباباً جدية» تحمل على الاعتقاد بأن تركيا تعد «لتدخل عسكري» في سوريا.
وقال أردوغان «هذا التصريح الروسي يضحكني (...) في واقع الأمر، أن روسيا هي التي تقوم باجتياح سوريا» وفق تصريحات لوكالة أنباء الأناضول الحكومية.
واتهم حلف شمال الأطلسي وقوى غربية روسيا بـ»تقويض» جهود السلام في سوريا من خلال الضربات الجوية الكثيفة التي تشنها بالتنسيق مع دمشق.