عواصم - (وكالات): تضاربت الأنباء بشأن توقيت تدخل عسكري غربي في ليبيا وما إذا كان سيتم قبل تشكيل حكومة ليبية جديدة أم بعده في وقت تشعر فيه دول أوروبا المطلة على البحر المتوسط بإلحاح الأمر.
وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية إنه في الوقت الذي يتوسع فيه تنظيم الدولة «داعش» في ليبيا يبدو أن تدخلاً عسكرياً غربياً بات مرجحاً، لكن السؤال الرئيس بشأن هذا التدخل، هل يتم بطلب من حكومة الوحدة الوطنية الليبية فور الاتفاق عليها أم أن الدول الغربية ستجبر على التدخل قبل ذلك؟
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين غربيين قولهم إن أفضل سيناريو لأي تدخل هو أن يتم طلبه من قبل حكومة توحد أكبر عدد من الليبيين ضد تنظيم الدولة، لكن مسؤولين غربيين آخرين يقولون إن الدول الغربية ربما تضطر للتدخل دون طلب ليبي إذا تدهور الوضع على الأرض هناك، وإن الدول الغربية لا تستطيع الصبر أكثر من ذلك مع اقتراب الطقس الدافئ واستعداد مئات الآلاف من اللاجئين الأفارقة للتوجه من ليبيا إلى أوروبا.
وأشارت الصحيفة إلى المصاعب التي تواجهها الموافقة على الحكومة الجديدة، وقالت إن حل الخلافات بشأنها ربما يستغرق شهوراً وحتى إذا تم التوافق عليها، فإنه ليس من المؤكد أن تطلب هذه الحكومة تدخلاً غربياً عسكرياً.
وقال دبلوماسيون إنه من المرجح إذا طلبت ليبيا تدخلاً أن تنشئ حكومات إيطاليا وفرنسا وبريطانيا قوات تدعم وحدات ليبية عسكرية في عمليات ضد «داعش»، وإن هذه الدول ظلت تخطط أشهراً لذلك، وإن الولايات المتحدة لديها بالفعل وحدة صغيرة للعمليات الخاصة داخل ليبيا الآن.
وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يواجه ضغوطاً من مساعديه في الأمن القومي من أجل الموافقة على استخدام قوات أمريكية في ليبيا لفتح جبهة جديدة ضد «داعش»، لكنه لا يزال متحفظاً تجاه التورط في تدخل عسكري آخر في دولة إسلامية أخرى، وقد وجه مساعديه بمضاعفة جهودهم لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية بليبيا في الوقت الذي يقوم فيه البنتاغون بتدقيق خياراته.
وأشارت إلى أن مسؤولي البنتاغون قدروا هذا الأسبوع ارتفاع عدد مقاتلي تنظيم الدولة بليبيا إلى ما بين 5 آلاف و6500 أي أكثر من ضعف العدد المقدر في الخريف الماضي.
وأوردت صحيفة «واشنطن تايمز» الأمريكية أن البيت الأبيض قلل من صحة الأنباء التي أفادت بأن أوباما يدرس فتح «جبهة جديدة» ضد «داعش» في ليبيا، مكتفية بالقول إن الرئيس الأمريكي «مهتم» بنمو التنظيم في ليبيا التي تعيش في فوضى.
ونقلت عن المتحدث باسم البيت الأبيض قوله إنهم سيستمرون في الاستعداد لاتخاذ خطوة، كما نقلت عن رئيس مجلس النواب بول ريان أمس الأول إنه قلق بشأن ليبيا عقب تلقيه إفادات سرية من الاستخبارات.
من ناحية أخرى، أعرب الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي «الناتو» عن استعدادهما لبذل جهود أكبر لدعم حكومة وفاق وطني في ليبيا حيث يتزايد التهديد المتطرف، بحسب مسؤولين أوروبيين مجتمعين في أمستردام أمس.
وصرحت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دي ليين عند وصولها لحضور اجتماع للاتحاد الأوروبي في أمستردام أن «ليبيا باتت معقلاً لتنظيم الدولة».
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قدرت أن عدد المتطرفين تضاعف نتيجة الفوضى في ليبيا، حيث يقارب 5 آلاف شخص، بينما يتراجع العدد في سوريا والعراق «بين 19 و25 ألفاً حالياً».